المقالة الرابعة في النبوات وفيه فصول فصل في سبب الرؤيا الصادقة وليعلم أولا معنى الرؤيا انحباس الروح من الظاهر إلى الباطن. والمراد من الروح هو الجوهر البخاري الحار المركب من صفو الأخلاط كما أن الأعضاء مركب من كدر الأخلاط وهي مطية للقوى النفسانية وبها يتحرك القوى ويتصل الحساسة والمحركة إلى الانتهاء وقد ذكر بعض صفاتها.
وبالجملة هذه الروح بواسطة العروق الضوارب ينشر إلى ظاهر البدن وقد تحبس إلى الباطن بأسباب مثل طلب الاستراحة عن كثرة الحركة ومثل الاشتغال بتأثيره في الباطن لينفتح السدد.
ولهذا يغلب النوم عن امتلاء المعدة ومثل أن يكون الروح قليلا ناقصا فلا يفيء بالظاهر والباطن جميعا ولنقصانها وزيادتها أسباب طبية مذكورة في كتب الأطباء.
فإذا انحبست الروح إلى الباطن وركدت الحواس بسبب من الأسباب بقيت النفس فارغة عن شغل