المقالة الثالثة في أفعاله والكلام فيها يشتمل على مقدمة وفصول أما المقدمة ففيها تقسيمات الأول:
أن الموجودات الجوهرية باعتبار التأثير والتأثر ينقسم ثلاثة أقسام: فعال غير منفعل ويعبر عنه اصطلاحا بالعقول المجردة ومنفعل غير فاعل وهو الجسم بما هو جسم أي ذو أبعاد ثلاثة فقط ومنفعل فاعل ينفعل من العقول الفعالة ويفعل في الأجسام المنفعلة ويسمى النفوس والصور.
وهذه الأقسام يقضي العقل بإمكانها. وأما إثبات وجودها فيحتاج إلى البرهان.
نعم الأجسام معلومة الوجود بإعانة الحس وليس بنفسه محسوسا بل بظاهره وصفاته من اللون والشكل والتحيز وغيرها.
وأما النفوس والصور فيدل عليها