على مغايرتها للحس المشترك.
وكونها جزئية دليل على مغايرتها للنفس المجردة.
وقد يستدل على وجودها بأن في الإنسان شيئا ينازع عقله في قضاياه كما يخاف الانفراد بميت يقتضي عقله الأمن منه.
وربما يغلب التخويف على التأمين فهو قوة باطنية غير عقلية.
وثانيهما الحافظة وهي قوة مرتبة في أول التجويف من الدماغ يحفظ ما يدرك القوة الوهمية من المعاني الجزئية.
وهي خزانة للوهم.
فنسبتها إليه نسبة الصورة إلى الحس المشترك.
فقوتان للتصور الجزئي مبدأ وخازن. وقوتان للتصديق الجزئي مثلهما.
والكلام في مغايرتها لسائر القوى على قياس ما مر.
فصل في المتصرفة وهي قوة مرتبة في مقدم البطن الأوسط من الدماغ أي الدودة. ولها التصرف في السابق واللاحق من موضعها باستخدام الوهم إياها من شأنها تركيب بعض ما في الخيال أو الحافظة من الصور والمعاني مع بعض وتفصيل بعضه عن بعض فتجمع أجزاء أنواع مختلفة كجعلها حيوانا من رأس إنسان وعنق جمل وظهر نمر. وتفرق أجزاء نوع واحد كإنسان بلا رأس. ولا يسكن عن فعلها دائما لا نوما ولا يقظة.
وهي الحاكية للمدركات والهيئات المزاجية وتنتقل من الشيء إلى ضده وشبهه.
فما في القوة الباطنية أشد شيطنة منها ليس من شأنها أن يكون عملها منظما بل النفس هي التي تستعملها على أي نظام على أي نظام أرادت فتسمى عند استعمال النفس إياها بواسطة الوهم بالمتخيلة وعند استعمالها إياها بواسطة القوة العقلية بالمفكرة بها تستنبط العلوم والصناعات وتقتنص الحدود الوسطى باستقراض ما في الحافظة.