مرتين وذلك أنه (ع) سأله أن يرى نفسه على صورته فواعده ذلك بحرى فطلع الجبرئيل فسد الأفق إلى المغرب. ورآه مرة أخرى على صورته ليلة المعراج عند سدرة المنتهى وقد وقع في الرواية عنه ص أنه قال: رأيت مرة جبرئيل كأنه طبق الخافقين وإنما كان يراه في صورة الآدمي غالبا وكأنه يراه في صورة دحية الكلبي وكان رجلا حسن الوجه. والأكثر أنه كان بكاشف أهل المكاشفة من أرباب القلوب بمثال صورته فتمثل له الملك أو الشيطان له في اليقظة ويسمع كلامه ويقوم ذلك مقام صورته كما ينكشف في المنام لأكثر الصالحين وإنما المكاشف في اليقظة هو الذي انتهى إلى رتبة لا يمنعه اشتغال الحواس بالدنيا عن المكاشفة التي تكون بالنوم فيرى في اليقظة ما يرى غيره في النوم.
فصل في بيان تسلط الشيطان على باطن الإنسان بالوسوسة فلنمهد لبيانه مقدمة: قال بعض علماء الإسلام:
اعلم أن الجوهر النطقي من الإنسان المسمى بالقلب الحقيقي مثاله مثال هدف ينصب إليه السهام من الجوانب أو مثل مرآة منصوبة يجتاز عليها أصناف الصور المختلفة فيرى فيه صورة بعد صورة لا يخلو عنها دائما.
ومداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال إما من الظاهر كالحواس الخمس وإما من الباطن كالخيال والشهوة والغضب والأخلاق والصفات