والنفوس الكلية كلاهما كتابان إلهيان.
وقد يقال للعقل الأول أم الكتاب لإحاطته بالأشياء إجمالا.
وللنفس الكلية الفلكية الكتاب المبين لظهورها فيها تفصيلا.
والنفس المنطبعة في الجسم الكلي كتاب المحو والإثبات.
وقد لوحنا إليك أن الإنسان الكامل كتاب جامع لهذه الكتب المذكورة لأنه نسخة العالم الكبير كما قال العالم الرباني السبحاني حكيم العرب والعجم:
دواؤك فيك ولا تشعر * وداؤك منك ولا تبصر وأنت الكتاب المبين الذي * بآياته يظهر المضمر وتزعم أنك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الأكبر فمن حيث عقله كتاب عقلي يسمى ب أم الكتاب ومن حيث نفسه الناطقة كتاب اللوح المحفوظ ومن حيث روحه النفسانية التي في فلك دماغه كتاب المحو والإثبات. فهي الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة التي لا يمسها ولا يدرك أسرارها ومعانيها إلا المطهرون من الحجب الظلمانية.
وما ذكر من الكتب أولا إنما هي أصول الكتب الإلهية.
وأما فروعها فكل ما في الوجود من العقل والنفس والقوى الروحانية والجسمانية وغيرها. لأنها مما ينتقش فيها أحكام الموجودات إما كلها أو بعضها سواء كان مجملا أو مفصلا وأقل ذلك انتقاش أحكام عينها.
تكميل إذ قد تحققت أن كونه تعالى عالما بذاته وعالما بجميع معلولاته بناء على أن العلم التام بالعلة التامة يوجب العلم التام بالمعلول وقد بين أن العلم بالعلة إذا لم يكن نقشا