$ $ $ $ إن الله لا يتجلى في صورة مرتين.
وأيضا الثانية إنما هي نتيجة الأعمال الحسنة بخلاف الأولى ولذلك شبهت السلسلتان بقوسي الدائرة إشعارا بأن الحركة الثانية رجوعية انعطافية لا استقامية فافهم.
فصل في ذكر بعض الأحاديث الواردة في الشريعة الناموسية الدالة على إثبات الأمكنة للجنة والنار على الوجه الذي مر بيانه تتميما للتبصرة وتكميلا للهداية إلى مرتبة وجودهما وحكم نشاتهما الإضافيتين ليقاس بهما حال وجودهما ونشئاتهما الحقيقيتين. فمنها ما ورد في طريقة أصحابنا الإماميين ومشايخنا الأقدمين رحمهم الله.
فقد روى محمد بن يعقوب الكليني في الكافي عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي قال سألت أبا جعفر ع عن الناس يذكرون أن فراتنا يخرج من الجنة وكيف وهو يقبل من المغرب ويصب فيه العيون قال فقال أبو جعفر ع وأنا أسمع إن لله جنة خلقها في المغرب وماء فراتكم هذه يخرج منها وإليها يخرج أرواح المؤمنين من حفرهم كل مساء فيسقط على أثمارها وتأكل وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف وإذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيما بين السماء والأرض يطير ذاهبة وجائية وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف. قال: وإن لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له برهوت أشد حرا من نيران الدنيا كانوا فيها يتلاقون ويتعارفون وإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى يوم القيامة.
قال قلت: أصلحك الله ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد ص من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم. فقال: أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنه يخد له خدا إلى الجنة التي خلقها الله بالمغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة فيلقى الله تعالى