عباراتنا شتى وحسنك واحد * وكل إلى ذاك الجمال يشير تذنيب صفاته تعالى منها حقيقية كمالية كالجود والقدرة والعلم وهي لا تزيد على ذاته بل عين ذاته بمعنى أن ذاته من حيث حقيقته مبدأ لانتزاعها عنه ومصداق لحملها عليه.
ومنها إضافية محضة كالمبدئية والمبدعية والخالقية وأمثالها وهذه زائدة على ذاته متأخرة عنه وعما أضيف بها إليه تعالى.
ولا يخل بوحدانيته كونها زائدة عليه فإن الواجب تعالى ليس علوه ومجده بنفس هذه الصفات الإضافية بل بكونه في ذاته بحيث ينشأ منه هذه الصفات وهو إنما هو كذلك بنفس ذاته.
فإذن علوه ومجده ليس إلا بذاته لا غيره.
ومنها سلبية محضة كالقدوسية والفردية والأزلية وغيرها. والاتصاف بها يرجع إلى سلب الاتصاف بصفات النقص.
وكما أن صفاته الحقيقية لا يتكثر ولا يتعدد ولا اختلاف فيها إلا بحسب التسمية بل يكون كلها معنى واحدا وحيثية واحدة هي بعينها حيثية الذات فإن ذاته بذاته مع كمال فرديته يستحق هذه الأسماء لا بحيثية أخرى وراء حيثية ذاته كما قاله المعلم الثاني وجود كله وجوب كله علم كله قدرة كله حياة كله لا أن شيئا منه علم وشيئا آخر قدرة ليلزم التركيب في ذاته ولا أن شيئا فيه علم وشيئا آخر فيه قدرة ليلزم التكثر في صفاته الحقيقية.
فكذلك صفاته الإضافية لا يتكثر معناها ولا يختلف مقتضاها وإن كانت زائدة على ذاته تعالى.
وكذا صفاته السلبية فإن إضافته إلى الأشياء وإن تعددت أساميها واختلفت لكن كلها يرجع إلى معنى واحد وإضافة واحدة هي قيوميته الإيجابية للأشياء.
فمبدئيته بعينها رازقيته وبالعكس وهما بعينهما رحمته ولطفه وبالعكس وهكذا في جميعها وإلا لأدى تكثرها واختلافها إلى اختلاف ذاته.