الهيئات النفسانية حركات متشابهة يخرج أوضاعها من القوة إلى الفعل فإن الفلك إن ثبت على وضع واحد بقيت سائر الأوضاع أبدا بالقوة ولما كان جميع الأشياء فيه بالفعل إلا الأوضاع ولم يمكن الجمع بين الجميع دفعة والقاصر عن استبقاء نوع باستبقاء أشخاصه معا إنما يستبقيه ويستحفظه بتعاقب أشخاصه فأخرجت على التعاقب الدائم أوضاعها من القوة إلى الفعل انفعالا لجرمها عن هيئات نورية شوقية لنفسها.
وقد شاهدت حين تفكرك في شيء من المعقولات بقوتك المتفكرة ما يتبعه حركات وهيئات من بدنك.
ومعلوم أن هيئات النفس والبدن يتعدى من كل إلى صاحبه ويرشح من حركاتها الخير الدائم والبركات على السافل الذي هو كظلها فيضا لا قصدا (لا مقصدا خ ل).
تبصرة وتنبيه اعلم أن كل طالب فإنه متوجه إلى ما هو خاصيته وجوب الوجود وهو أنه تام بالفعل ليس فيه شيء بالقوة.
والوجود خير على الإطلاق والعدم شر على الإطلاق وكل ما شابه نحو من القوة شابه شرية ونقصان.
إذ معنى القوة عدم كمال ما هو ممكن الحصول وكل موجود هو بالقوة من وجه فهو ناقص من ذلك الوجه وطلبه وسلوكه أن يزول عنه ما بالقوة إلى الفعل. فمطلوب كل شيء الوجود وكمال الوجود لأن الوجود كما علمت خير محض والعدم شر محض وكل ما وجوده أتم وأكمل فخيريته أشد وأعلى مما هو دونه.
فخير الخيرات حيث تكون فعلية الوجود من