المطلق من حيث كونه فعله المطلق هو كون الفاعل بحيث يتبع فعله علمه به أما على وجه الخير فيه كما في الواجب تعالى أو كونه متشوقا له ومؤثرا عنده كما في غيره.
ولما تحققت أن قيوم الكل إنما يفعل الأشياء عن علمه الذي هو عين ذاته فهو فاعل بالاختيار لا بالطبع تعالى الله عما يقوله الملحدون علوا كبيرا.
قال الشيخ في الشفا: إنه يعلم من ذاته كيفية كون الخير في الكل فيتبع صورته المعقولة صورة الموجودات على النظام المعقول عنده..
ولا أنها تابعة له اتباع الضوء للمضىء والإسخان للحار بل هو عالم بكيفية نظام الخير في الوجود وأنه عنه. وأنه عالم بأن هذه العالمية يفيض عنها الوجود على الترتيب الذي يعقله خيرا ونظاما.
وإن شئت زيادة الانكشاف فاستمع:
تنبيه تفصيلي الفاعل على ستة أصناف:
الأول فاعل بالطبع وهو الذي يصدر عنه فعل بلا شعور منه وإرادة ويكون فعله ملائما لطبعه.
والثاني فاعل بالقسر وهو الذي يصدر عنه فعل بلا شعور منه وإرادة ويكون فعله على خلاف مقتضى طبعه الأصلي.
والثالث فاعل بالجبر وهو الذي يصدر عنه فعله بلا اختياره بعد أن يكون من شأنه اختيار ذلك الفعل وعدمه.
وهذه الأقسام الثلاثة مشتركة في كونها غير مختارة في فعلها.
والرابع فاعل بالقصد وهو الذي يصدر عنه الفعل مسبوقا بإرادته المسبوقة بعلمه