النفس لم يوضع لها إلا من حيث تدبيرها للبدن وهي إضافة خاصة.
فلذلك يؤخذ البدن في تحديدها كما يؤخذ البناء في حد البناء وإن لم يؤخذ في حده من حيث هو إنسان.
وبقولنا أول يخرج عن الحد الكمالات الثانية المتأخرة عن تحصل النوع في نفسه.
وبالجسم يخرج كمالات المجردات من فصولها المنوعة لها.
وبالطبيعى يخرج صورة الجسم الصناعي.
وبالآلى يخرج صور العناصر والمعادن فإنها وإن كانت كمالات أولية لأجسام طبيعية إلا أنها ليست آلية.
وليس المراد بالآلي اشتمال الجسم على الأجزاء المختلفة فقط بل وعلى قوى مختلفة فإنها آلات للنفس بالذات والأعضاء بتوسطها.
ويخرج أيضا النفوس الفلكية على رأي من ذهب إلى أن لكل فلك من الأفلاك نفسا.
وأما على رأي من ذهب إلى أن النفس للفلك الكل فقط والأفلاك الجزئية كالخوارج والتداوير بمنزلة الآلات لها فلا يخرج به بل يخرج بقيد ذي حياة بالقوة أي يصدر عنه ما يصدر عن الأحياء بالقوة ونفوس الفلكيات ليس يصدر عنها أفاعيل الحياة بالقوة بل على سبيل اللزوم بخلاف النفوس الأرضية فإن أفاعيلها قد تكون وقد لا تكون.
فليس الحيوان دائم التغذية والتوليد أو الإدراك والتحريك.
وبالقيد الأخير يخرج النفوس النباتية.
فصل في قوى النفس الحيوانية أنها بحسب القوى تنقسم إلى محركة ومدركة.
وأما المحركة فتنقسم إلى باعثة وفاعلة.
أما الباعثة المسماة بالشوقية فهي القوة التي إذا ارتسمت صورة مطلوبة أو مهروبة في الخيال حملت هذه القوة الفاعلة على تحريك آلات الحركة من الأعصاب والعضلات والأعضاء.
والقوة الشوقية ذات شعبتين: شهوية وغضبية.
والشهوية