تنبيه ارتباط الموجودات بعضها ببعض على الرصف الحقيقي والنظم الحكمي دال على أن مبدعها واحد محض.
وكما أن كل واحد من أعضاء الشخص الواحد الإنساني وإن وجد ممتازا عن غيره من الأعضاء بحسب الطبيعة لكن لكونها مؤتلفة تأليفا طبيعيا مرتبطة بعضها عن بعض منتظمة في رباط واحد يدل على أن مدبرها وممسكها عن الانحلال قوة واحدة ومبدأ واحد.
فكذلك الحال في أجسام العالم وقواها فإن كونها مع انفصال بعضها عن بعض وتفرد كل منها بطبيعة خاصة وفعل خاص يمتاز به عن غيره مرتبطة منتظمة في رباط واحد مؤتلفة ايتلافآ طبيعيا يدل على أن مبدعها ومدبرها وممسك رباطها عن أن ينفصم واحد حقيقي يقيمها بقوته التي يمسك السماوات و الأرض أن تزولا إذ لو كان فيهما صانعان لتميز صنع كل واحد منهما عن صنع غيره فكان ينقطع الارتباط فيختل النظام كما في قوله تعالى إذا لذهب كل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض وكما أن حركات الرقص وإن وجدت متباينة متضادة كالبسط والقبض في الأعضاء وكالتعويج والتقويم فيها والسرعة والبطء ولكن لما كان مجموعها منتظمة متناسبة متأحدة مع ما لها من النظم العجيب والرصف الأنيق الذي يسر الناظر إليه تدل على أن وحدتها التأليفية ظل لوحدة طبيعية ولو لم يكن كذلك لما وجدت ملتئمة بل كانت مختلة النظم متعددة