العلل. ويكون علمه الذي يطابق معلوماته زينة لذاته كمالا لنفسه فكل واحد من الأسباب والمسببات المعروفة عنده يكون له مدخل في تتميم ذاته وتكميل جوهره. وهذا معنى استغفار كل شيء للعالم.
فصل في بيان عنايته تعالى في تبقية النوع الذي لا يحتمل الدوام الشخصي بتوارد الأمثال بقوة مولدة شأنها الاستخلاف ثم انظر أيها العارف المتأمل في آثار رحمته وعنايته حتى تسبح له طربا وشوقا وتزمزم في عشق جماله بالتهليل والتكبير أن القسمة لما أوجبت باقيات بالعدد وباقيات لا بالعدد كيف يتمم جود الواجب الحق نقصان الديمومية الشخصية في هذا الصنف بإعطائها الديمومة النوعية فوفى لكل منها قسطه من الوجود فصار العالم الطبيعي منتظما بصنفي الثبات والبقاء وكيف استبقى نوع ما وجب فساده من الحيوان والنبات بقوة مولدة قاطعة لفضله من مادة يكون هي مبدأ لشخص آخر. ولما لم يحصل كماله الشخصي أول مرة كيف رتب له النامية الموجبة لزيادة الأجزاء في الأقطار على نسبة محفوظة ولما توقف فعلها على التغذي كيف رتب لها الغاذية ورتب للغاذية خوادم من قوى أربع جاذبة يأتيها بما يتصرف فيه وهاضمة محللة للغذاء ومعدة إياها لتصرف الغاذية وماسكة لحفظ الغذاء مدة لتصرف المتصرفة ودافعة لما لا يقبل المشابهة كما أشرنا إليه في باب وإن هذه النعمة تتم بوجود سبعة أملاك في الأقل فما فوقها.
ثم انظر كيف رتب للحيوان قوى أخر من مدركة ومحركة وزاد المزاج الأشرف الإنساني كلمة طيبة إذا أطاعت بأمر بارئها وكملت بالعلم والعمل صعدت إليه وشابهت المقربين من المبادئ والعلل.
ولو تدبرت تدبرا شافيا في كيفية تدبير النفس للبدن وحصول ألفة التدبير والتصرف والشوق والتحريك وعشق المقارنة