الإنسان هو الإنسان الذي حل فيه العقل الفعال.
وهذا إذا حصل للجزء النظري من قوته الناطقة يسمى هذا الإنسان حكيما وفيلسوفا.
وإذا حصل ذلك في كلا جزأي قوته الناطقة وهما النظرية والعملية وفي قوته المتخيلة كان هذا الإنسان هو الذي يوحى إليه فيكون الله عز وجل يوحي إليه بتوسط الملك الذي هو العقل الفعال فيكون بما يفيض عن الله تبارك وتعالى إلى العقل الفعال ويفيضه العقل الفعال إلى عقله يفيضه منه إلى عقله المنفعل حكيما فيلسوفا ووليا وبما يفيض منه إلى قوته المتخيلة نبيا منذرا بما سيكون ومخبرا بما كان وبما هو الآن من الجزئيات موجودا.
وهذا الإنسان هو في أكمل مراتب الإنسانية وفي أعلى درجات السعادة ويكون نفسه كالمتحدة بالعقل الفعال على الوجه الذي قلنا.
وهذا الإنسان يقف على كل فعل يمكن أن يبلغ به السعادة فهذا أول شرائط الرئيس.
فصل في الكمالات الثانوية ثم إن يكون له مع ذلك قدرة بلسانه على جودة التخيل بالقول لكل ما يعلمه وقدرة على جودة الإرشاد والهداية إلى السعادة وإلى الأعمال التي يبلغ بها السعادة وأن يكون له مع ذلك جودة ثبات ببدنه لمباشرة أعمال الحرب.
فهذا هو الرئيس الأول للمدينة الفاضلة والأمة الفاضلة ورئيس المعمورة من الأرض كلها.
ولا يمكن أن يصير إلى هذه الحال إلا من اجتمعت فيه بالطبع اثنتا عشرة خصلة قد فطر عليها.
أحدها أن يكون تام الأعضاء قويا مواتيا أعضاءه على الأعمال التي شأنها أن يكون بها.
ثم أن يكون جيد الفهم والتصور لكل ما يسمعه ويقال له على ما يقصده القائل