والمحصلون المخلصون من متألهة الحكماء وأشار إليه بقوله (ص): الفقر سواد الوجه في الدارين.
فإذا نظرت إلى ذات الممكن من حيث هي هي تحكم بأنها من تلك الحيثية لا تكون موجودة وإذا نسبتها إلى جاعلها التام تحكم عليها بالوجود.
تكميل عرشي موجودية الممكن ليست بإفاضة الوجود عليه من الجاعل أو بضم الوجود إليه كما اشتهر من المشائين لأن الوجود الفطري كما ذكرنا مرارا من الأمور الانتزاعية العقلية التي تكون عبارة عن موجودية الشيء وتحققه بالمعنى المصدري لا ما به يكون الشيء موجودا متحققا وهو أمر ذهني ليس له هوية عينية ولا علة له بخصوصه في الأعيان ولا لانضمامه أيضا إلى شيء آخر وأيضا: نفس قوام الماهية وتقررها منشأ لانتزاع الموجودية ومصحح لحمل الوجود عليه ومصداقه.
فإذا لم يكن الشيء الممكن محتاجا إلى الجاعل في قوام ماهيته وتجوهر حقيقته لصدق حمل الوجود عليه بحسب ذاته واستغنى عن العلة وخرج عن الإمكان الذاتي وهو محال. فالقول بانضمام الوجود للماهية وعروضه لها كما هو المشهور بين الجمهور وينساق إليه النظر الأول قول فاسد ومذهب سخيف لا يصفو عن الكدورات المشوشة للأذهان السليمة لا سيما على رأي من تقرر عنده أن ثبوت الشيء للشيء فرع ثبوت المثبت له والموضوع في نفسه.
ولا يجديه نفعا القول ب: أن الاتصاف بالوجود الخارجي متفرع على الاتصاف بالوجود الذهني أو أن الاتصاف بالوجود إنما هو في الذهن لأن الكلام في الوجود المطلق وليس للماهية قبل الوجود المطلق وجود حتى يكون الاتصاف به فرعا على ذلك الوجود.
والقول باتصاف الماهية بالوجود الخارجي في الذهن أبطل في موضعه مع أنه إذا سئل أحد عن اتصاف الماهية بالوجود الذهني