الصورة هي الأنوثية والتي تعطي الصورة هي الذكورية وهاتان القوتان ربما اجتمعا في شخص واحد كما في أكثر النباتات.
وربما افترقت في شخصين ذكر أو أنثى كما في أكثر الحيوانات وإذا اجتمعتا حصل التوليد.
ولا تحجبن عن فطانتك أن في النبات شيئا كالرحم به تحصل التهيئات في عقد الأغصان وشيئا كالبيضة والمني مثل البذر. والقوى النباتية تكون في الأصل وربما يوجد شيء منها في البذر. ومن النبات ما لا يتكون إلا من البذر والثمرة ومنها ما لا يتكون إلا من الأصل ومنه ما يتكون منهما.
وربما يتكون من بذر واحد في بلاد مختلفة نباتات مختلفة.
وأول ما يتكون من النباتات أولية بالطبع طبقات ثلاث تقوم جرمه بها منها اللب وما يتصل به ومنها العود كالخشب وما يشبهه ويناسبه ومنها اللحاء وما يتممه وينتهي إليه.
والغرض الطبيعي في النبات إما في عوده أو ساقه أو أصله أو ورقه أو قشره أو غصنه أو ثمره.
ولما لم يجد جرم الصلب غذاء يتشبه به دفعة بلا تدريج خلق في الأشجار الصلبة العظام لب يشبه المخ في العظام عناية من الله تعالى في حقها.
وأما الأشجار الضعيفة القوام المتخلخلة فهي بمعزل عن ذلك لعدم حاجتها إليه.
وما كان الغرض الطبيعي فيه أن يعظم حجمه ويطول قده في مدة يسيرة امتنع أن يكون صلبا لأن الصلب يحتاج إلى مادة عاصية وقوة طابخة والتصرف في مثلها يحتاج إلى مدة طويلة ومادة صلبة.
بحث وتحقيق اعلم أن الحكماء حيث جعلوا المولدة والمصورة وغيرهما قوى للنفس الإنسانية وآلات لها.
والنفس حادثة بعد حدوث المزاج وتمام صور الأعضاء كما هو رأي