نوعه بأسباب موجبة لحصول التعدد كالآلة المسماة بالقاطع لا أن لها حظا من الوجود بالفعل.
وأما جزء الماهية فلا يجوز أن يكون في الماهية بالقوة نعم لها اتحاد مع الماهية في نحو من الوجود بخارج الذهن.
كيف والماهية لا يصير بالفعل إلا بأن يصير أجزاؤها بالفعل وإن كانت القسمة الأخرى بدل القسمة التي فرضناها أولا وهكذا نفرض قسمة ثالثة بدل القسمين الأولين وهكذا رابعة وخامسة فيكون لمعنى واحد حدي أجناس وفصول مختلفة قريبة أو غير قريبة متكافئة أي كلها في درجة واحدة وهذا محال إذ قد بين امتناع وجود جنسين أو فصلين في درجة واحدة لنوع واحد فضلا عن الغير المتناهي.
على أن وجود المقومات الغير المتناهية لشيء واحد مما حكم على امتناعه على أي وجه كان كما مر وقد لزم من هذا الفرض.
وأيضا ليس اختصاص الجنس في كل قسمة بموضع أولى من اختصاص الفصل به.
تنبيه إجمالي إجمال هذه الحجة هو أن المعنى المعقول لو انقسم بانقسام حامله إلى المتشابهات يلزم كونه محسوسا لا معقولا.
فإن انقسم إلى المختلفات يلزم أن يتقوم من مقومات غير متناهية مجتمعة مرتبة وفي الشقين يستثنى نقيض التالي لنقيض المقدم.
إشكال وانحلال اعترض بعض تلامذة الشيخ الرئيس على هذه الحجة بأنها ينتقض بتعلق الوجود والوحدة والإضافة وسائر اللوازم بالمواد الجسمانية فإنه يجب أن ينقسم بانقسامها إن كانت حالة ومحال أن ينقسم الوحدة والإضافة والوجود وإن لم يكن حالة في