محبوسة في أقفاص الأجرام الأرضية فبعد وقوع طير النفس في الوجود بواسطة الشبكة لا يحتاج في بقائها إلى بقاء الشبكة.
طريقة أخرى اعتمدها صاحب التلويحات وغيره من المحققين وهي أن النفس بالفعل موجودة ولها بالفعل أن يبقى وكل ما هو موجود بالفعل وله أن يبقى فليس له بالقوة أن تبطل إلا أن تركب ذاته من شيئين كمادة وصورة لأن البقاء والزوال متنافيان لأن أحدهما نوع من الوجود والآخر نوع من العدم وكذا الفعلية والقوة نوعان من الوجود والعدم.
فالنفس لو جاز عليها البطلان فلزم أن يكون لها قوة بطلان ولا يكون قوة بطلانها فيها لأنها أمر بسيط صوري وهي بالفعل من جهة ذاتها ولا يتصور أن يكون شيء بسيط هو بالفعل في ذاته وهو بالقوة فإذن قوة بطلانها لو فرض يجب أن يكون في قابل لها ففيه قوة وجودها وقوة عدمها كما في القوابل الصور والأعراض المادية والنفس قد علمت أنها مجردة ذاتا لا قابل لذاتها والبدن قابل لتصرفاتها وتدابيرها فيه فلا يتصور أن يكون لها قوة بطلان أصلا لا في ذاتها ولا في غيرها إنما لها قوة بطلان وجودها الرابطي كما أن لها قوة وجودها التعلقي وهي استعداد البدن بمزاجه لتعلقها به وكونها مستعملة له حافظة لمزاجه ثم استعداده لقطع تعلقها عنه وترك استعمالها إياه لأجل فساد مزاجه وانحلال تركبه وانهدام بنائه كما قيل شعرا:
جان قصد رحيل كرد گفتم كه مرو * گفتا چكنم خانه فرو مىآيد بحث وتحقيق وربما اختلج ببالك أن المفارقات لما كانت ممكنة الوجود وكل ممكن الوجود فلها قوة