إلى أنه غير داخل تحت الكبائر بل ينبغي أن يختص الكبيرة بما لا يجوز اختلاف الشرائع ليكون ضروريا في الدين.
فصل في بيان أن مقصود الشرائع كلها تعريف عمارة منازل الطريق إلى الله وكيفية التأهب للزاد والاستعداد بإعداد السلاح الذي يدفع بها سراق المنازل وقطاعها.
بيان ذلك أن الدنيا منزل من منازل السائرين إلى الله تعالى والنفس الإنسانية مسافر إلى الله تعالى من أول منازل وجودها وهو الهيولوية التي هي في غاية البعد عنه تعالى لأنها ظلمة محضة وخسة صرفة وسائر المراتب الوجودية من الجسمية والجمادية والنباتية والشهوية والغضبية والإحساس والتخيل والتوهم ثم الإنسانية من أول درجتها إلى آخر شرفها.
ثم الملائكة على طبقاتها المتفاوتة قربا وبعدا من الخير المحض جميعا منازل ومراحل إلى الله تعالى.
ولا بد للمسافر إليه تعالى من أن يمر على الجميع حتى يصل إلى المطلوب الحقيقي.
وقوافل النفوس الإنسانية متعاقبة متخالفة بعضها قريب الوصول وبعضها بعيد وبعضها واقفة وبعضها راطق وبعضها سريع السير مقبلا أو مدبرا وبعضها بطيء السير كذلك على حسب ما جرى قضاء الله تعالى وقدره في حق كل أحد من أهل السعادة والشقاوة الأصليين والأنبياء وسائر القوافل وأمراء المسافرين إليه تعالى والأبدان مراكب المسافرين ومن ذهل عن تربية المراكب وتدبير المنزل لم يتم سفره وما لم يتم أمر المعاش في الدنيا التي هي عبارة عن حال النفس في تعلقها بالحس لا يتم. أمر التبدل والانقطاع إلى الله تعالى الذي هو السلوك ولا يتم. ذلك حتى يبقى بدنه سالما ونسله دائما ونوعه مستحفظا ولا يتم. كلاهما إلا بأسباب حافظة لوجودها وأسباب دافعة لمفسداتهما ومهلكاتهما.
أما أسباب الحفظ لوجودهما فهي الأكل والشرب لبقاء الشخص والمناكحة لبقاء النوع ودوام