المتعلق بغرضه من ذلك الفعل ويكون نسبة أصل قدرته وقوته من دون انضمام الدواعي أو الصوارف إلى فعله وتركه واحدة.
الخامس فاعل بالعناية وهو الذي يتبع فعله علمه بوجه الخير فيه بحسب نفس الأمر ويكون علمه بوجه الخير في الفعل كافيا لصدوره عنه من غير قصد زائد على العلم.
السادس فاعل بالرضا وهو الذي يكون علمه بذاته الذي هو عين ذاته سببا لوجود الأشياء ونفس معلومية الأشياء له نفس وجودها عنه بلا اختلاف.
وإضافة عالميته بالأشياء هي بعينها إضافة فاعليته لها بلا تفاوت.
وهذه الثلاثة الأخيرة مشتركة في كونها يفعل بالاختيار.
فذهب جمع من الطباعية والدهرية خذلهم الله تعالى إلى أن الواجب تعالى فاعل بالطبع.
وجمهور الكلاميين إلى أنه فاعل بالقصد.
والشيخ الرئيس ومتابعوه إلى أن فاعليته للأشياء الخارجية بالعناية وللصور العلمية الحاصلة في ذاته بالرضا.
وصاحب الإشراق إلى أنه فاعل بالمعنى الأخير.
إذا تمهد هذا فنقول:
لا يخفى عليك بعد أن أخذت الأصول السالفة بيدك أن الواجب تعالى لا يجوز اتصافه بالفاعلية بالوجوه الثلاثة الأول وأن ذاته أرفع من أن يكون فاعلا بالمعنى الرابع لاستلزامه التكثر بل التجسم. وسيتضح لك زيادة إيضاح. فهو إما فاعل بالعناية أو بالرضا. وعلى أن التقديرين فهو فاعل بالاختيار لا بالإيجاب كما سبق. إلا أن الحق هو الأول منهما.
فإن الأول تعالى كما حققناه يعلم الأشياء قبل وجودها بعلم هو عين ذاته فيكون علمه بالأشياء الذي هو عين ذاته منشأ لوجودها فيكون فاعلا بالعناية. والله أعلم.
فصل في إرادته تعالى الإرادة فينا شوق متأكد يحصل عقيب داع هو تصور الشيء الملائم تصورا علميا أو ظنيا أو تخيليا موجب لتحريك الأعضاء الآلية لأجل تحصيل ذلك الشيء.