الاعلى في حركته وسلوكه أم لا! الثاني هو النفس الحيوانية.
والأول هو النفس الانسانية.
فهذه هي الاحتمالات العقلية من قسمة الحركة من حيث مبدءها على هذه الاقسام.
ونحن بصدد شرح ما ذكرنا واثبات وجود كل قسم منها لنرتقى من جهتها إلى المبدء الاعلى الذي هو غاية كل طلب ومنتهى كل حركة.
فلنذكر وجه الدلالات على ما في وسعنا وما يصل اليه قوتنا بعون الله وحسن توفيقه.
الفصل الثانى قد أشرنا إلى أن الأجسام العنصرية انما هي قابلة للتركيب وذلك لقصورها حين انفرادها عن قبول الحياة لأجل تضاد صورها في الكيفيات الأولية.
والتضاد مانع عن قبول الحياة والشعور المتوقف عليها معرفة الله وعبادته اللتان هما غاية وجود الأشياء. والا فالجود الإلهي غير قاصر عن إفاضة الحياة على هياكل الممكنات.
والجسم بجسميته غير متعص لقبولها الا لأجل مانع التضاد الذي هي أحد مبادئ الشرور الواقعة في القدر الإلهي بالعرض وبالقصد الثاني كما فصلناه في موضعه.
والتركيب بين الأجسام العنصرية لا يتأتى الا بالحركة المستقيمة الأينية ضرورة كونها بحسب مقتضى فطرتها الأولى في أمكنتها الطبيعية فلا بد من أن بنتقل بعضها إلى جنب بعض آخر بسبب هو غير طبيعة كل منها يجبرها على الالتيام والاتصال عناية من المبدء الفعال.
فالعقل يقتضى قبل النظر في الوجود بأنه أن كان في الوجود تركيب فلا بد من حركة آخذة من جهة منتهية إلى جهة أخرى.
والحركة