هو أفول النور والآخر هو طلوع النور الله نور السماوات و الأرض فالعبارة من الأول ليلة القدر ومن الآخر يوم القيامة.
ففي ليلة القدر تنزل الملائكة و الروح فيها بإذن ربهم من كل أمر وفي يوم القيامة تعرج الملائكة و الروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
حكمة عرشية أجناس العوالم والنشات ثلاثة الدنيا وهي عالم الماديات والطبيعيات والآخرة وهي عالم التعليميات والرياضيات وما وراء الدنيا والآخرة جميعا وهو عالم المفارقات والعقليات.
فالنشأة الأولى بائدة داثرة هالكة بخلاف الباقين وخصوصا الثالثة التي هي المآل الحقيقي للمقربين.
والإنسان حقيقة مجتمعة من هذه العوالم باعتبار إدراكاتها الثلاثة فكلما غلب عليه واحد منها يكون مآله إلى أحكام ذلك ولوازمه فإن غلب عليه التعلقات الدنياوية والمستلذات الحسية فهو بعد وفاته يتعذب بفقدان المحسوس وفواته فهو أليف غصة دائمة ورهين عذاب أليم لأن اللذات الدنياوية لا حقيقة لها والملائمات الحسية أمور مجازية فمن عشقها واعتاد بها يكون كمن عشق أمرا معدوما وطلب شيئا باطلا لم يكن له ثمر ولا عنه خير.
فيكون الراغب إليه والعاشق له والمعتاد بصحبته حيرانا أسفا إلا أنه ما دام في الدنيا يظن أن لمحبوبه وجودا يمكن أن ينال وبهذا الظن القبيح المستنكر عند الكاملين من العقلاء يتعيش في الدنيا ويستأنس ويتمتع بهذه الحياة المجازية وبمتاعها الذي هو متاع الغرور وحلية القبور فإذا طلعت الشمس الحقيقة وذابت بها المجازات واضمحلت المحسوسات ذوبان الجليد واضمحلال الثلوج بحرارة ارتفاع الشمس في أوان الصيف فبقي المحب للدنيا المحسوسات في غصة وألم لفقدان محبوبه