مزاج وعلاقة طبيعية وارتباط علي ومعلولي.
ومن ذاق المشرب الحكمي تعلم وتيقن أن الجسم الذي تعلق به النفس وخصوصا الناطقة التي هي آخر مراتب الشرف والكمال للأجسام الطبيعية في سلسلة العود والرجوع إلى العقل الفعال يجب أن يكون مختصا بمزيد استعداد وتهيؤ مزاج وإعداد وحرارة غريزية وروح بخاري شبيها لجرم السماوي.
ومعنى قولهم: للنفس تعلق ثانوي بالأعضاء أن تعلقها بالأعضاء الكثيفة بالعرض لا بالذات لأجل كونها كالقشر والغلاف الحاوي للجرم الشبيه بالسماوي المعتدل القوام اللائق لأجل حرارته ولطافته وشفيفه أن يستوكره الحمام القدسي والطائر الإلهي والمزاج المعتدل الحقيقي لو جاز أو القريب به لو امتنع هو مزاج الروح البخاري كما مر ذكره لا مزاج الأعضاء حين كونها أعضاء فضلا من صيرورتها ترابا ورمادا فأي تعلق طبيعي بقي للنفس بالتراب والرماد ولو كان كذلك لكان كل تراب ورماد مما يتعلق به النفس ويتوجه إليه تعلقا طبيعيا وتوجها غريزيا لاشتراك الجميع في الترابية والرمادية والإضافة إلى الزمان السابق الذي كانت هذه المادية مصورة بصور الأعضاء غير باقية لأن الزمان غير باق فإذا تمزقت هذه الشبكة واستحالت ترابا وهواء وطار طائرها القدسي فأي تعلق بقي له بأجزائها المتفرقة المتبددة التي كل منها في قطر من الأمكنة.
ذكر وتنبيه إن الغزالي صرح في كثير من المواضع في كتبه ب: أن المعاد الجسماني هو أن يتعلق المفارق عن بدن ببدن آخر واستبعد بل استنكر عود أجزاء البدن الأول.
قال: وزيد الشيخ هو بعينه الذي كان شابا وهو بعينه الذي كان طفلا وجنينا صغيرا في بطن الأم مع عدم بقاء الأجزاء ففي الحشر أيضا كذلك والملتزمون عود الأجزاء مقلدون بلا دراية.
أقول: قد علمت أن طريقتنا ومذهبنا في الحشر الجسماني عود البدن بعينه مع