برسالة الأنبياء والاعتقاد بحقية القرآن والظاهر من كتب الشيخ الرئيس أنه لم ينكر المعاد الجسماني وحاشاه عن ذلك إلا أنه لم يحصل بالبيان والبرهان فإنه قال في غير موضع من كتبه: إن المعاد قسمان جسماني وروحاني أما الجسماني فقد أغنانا عن بيانه الشريعة الحقة التي أتى به سيدنا ومولانا محمد ص أما الروحاني فنحن نشتغل ببيانه.
تفصيل وتذكر إن الغزالي في كتاب سماه بفيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة بين أن للأشياء خمسة وجودات ذاتي وحسي وخيالي وعقلي وشبهى.
فمن اعترف بوجود ما أخبر الرسول ص عن وجوده بوجه من الوجوه الخمسة فليس بمكذب على الإطلاق. فلنشرع للأقسام الخمسة ولنذكر مثالها في التأويلات وأما الوجود الذاتي فهو الوجود الحقيقي الثابت خارج عن الحس والعقل وهو كوجود السماء والأرض.
وأما وجود الحسي فهو ما يتمثل في القوة الباصرة مما لا وجود في خارج العين فيكون موجودا في الحس واختص به الحاس. ولا يشاركه غيره وذلك كما يشاهد النائم بل كما يشاهد المريض المستيقظ.
وأما الوجود الخيالي فهو صورة هذه المحسوسات إذا غاب فإنك تقدر أن تخترع في خيالك صورة فيل وفرس وإن كنت مغمضا عينيك حتى كأنك تشاهده وهو موجود بكمال صورته في دماغك لا في الخارج.
وأما الوجود العقلي أن يكون للشيء روح وحقيقة فيتلقى العقل مجرد معناه دون أن يثبت صورته في خيال أو خارج كاليد فإن لها صورة محسوسة ومخيلة وله معنى وحقيقة وروح وهو القدرة على البطش وهو اليد العقلي وللقلم صورة ولكن