زائدا على ذات العلة بل يكون نفس وجودها يلزم أن يكون العلم اللازم منه بالمعلول أيضا نفس وجود ذلك المعلول لا نقشا زائدا عليه.
فإذا كان كل صورة موجودة في الخارج سواء كانت عقلية أو مادية يرتقي في سلسلة الحاجة إلى مسبب الأسباب فيجب أن يكون نحو وجودها الخارجي بعينه هو نحو علم البارىء جل ذكره بها.
ثم لما كانت الأشياء الزمانية والحوادث المادية بالنسبة إلى البارىء المقدس عن الزمان والمكان متساوية الأقدام في الحضور لديه والمثول بين يديه لم يتصور في حقه المضي والحال والاستقبال لأنها نسب يتصف بها الحركات والمتغيرات كما أن العلو والسفل والمقارنة إضافات يتصف بها الأجسام والمكانيات.
فيجب أن يكون لجميع الموجودات بالنسبة إليه تعالى فعلية صرفة وحضور محض غير زماني ولا مكاني بلا غيبة وفقد.
إذ الزمان مع تجدده والمكان مع انقسامه بالقياس إليه كالآن والنقطة.
وسجل دورات السماوات والأرض الجامعة للأزمنة والحركات المحددة للأمكنة والجهات والمواد المشتملة على كلمات الله تعالى مطوية في نظر شهوده دائما. فإنه تعالى ليس ينظر إليها على الولاء بكلمة كلمة منها حتى يغيب عنه ما تقدم نظره (إليه أو يفقد عنده ما تأخر بصره له. ش ع) أو يفقد ما تأخر عنه بل يكون نسبة إحاطته الإشراقية اليومية إلى جميع الحروف والكلمات العينية نسبة واحدة غير زمانية كما في القرآن المجيد: و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها و لا حبة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين..
تنبيه وتمثيل إياك أن تفهم من قلم الله ولوحه ما تفهم من قلم الإنسان ولوحه اللذين هما آلتان