حركات الأجسام وانحفاظ حقائقها.
وأما العقول فيدل عليها تحريكات النفوس وأشواقها.
التقسيم الثاني أن الموجودات باعتبار الكمال والنقص ينقسم إلى تام وناقص.
والتام إلى فوق التمام وغيره. والناقص إلى المستكفي وغيره.
والتمام ما يكون بحيث لا يحتاج إلى أن يمده غيره ليكتسب منه وصفا بل كل ما يمكن له بالإمكان العام فهو موجود حاضر له.
والناقص ما لا يحضر معه كل ما هو ممكن له بل لا بد من أن يحصل له ما به يكمل بعد ما لم يكن حاصلا له.
والأول إن كان قد حصل له ما ينبغي وكان بحيث أن يحصل لغيره من وجوده أيضا فيسمى فوق التمام لأنه من نفسه تام وكان قد فضل منه وفاض على غيره.
والثاني إن لم يحتج في وصوله إلى كماله اللائق في حقه الممكن له إلى أمر خارج عن ذاته وعن علله الذاتية حتى يحصل له ما ينبغي أن يحصل له فيسمى مستكفيا.
فمثال فوق التمام المبدأ الأعلى. ومثال التمام العقول الفعالة.
ومثال المستكفي النفوس الفلكية والأفلاك وما فيها ونفوس الأنبياء صلوات الله عليهم حيث لا يحتاجون في بلوغهم الغاية في الكمال إلى تعلم بشري بل بإلقاء الوحي وإلهام الحق من الملك. والملائكة وإلهاماتها من العلل الذاتية للإنسان.
ومثال الناقص باقي النفوس الإنسانية التي تحتاج في التكميل إلى الأنبياء والأوصياء عليه السلام.
التقسيم الثالث للأجسام خاصة وهي كما سبقت إليه الإشارة أخس أقسام الموجود.
فينقسم بحسب القسمة العقلية مع قطع النظر عن وجود الأقسام في الخارج إلى بسيط ومركب.
ونعني بالبسيط ما له طبيعة واحدة كالهواء والماء.
وبالمركب الذي يجمع طبيعتين متخالفتين