ينبت لكم به الزرع و الزيتون و النخيل و الأعناب و من كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون.
وقوله تعالى: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون.
وقوله تعالى في حق الجماد: و تستخرجون حلية تلبسونها و ترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون.
وقوله تعالى: جعل لكم مما خلق ظلالا و جعل لكم من الجبال أكنانا و جعل لكم سرابيل تقيكم الحر و سرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون.
وثانيهما أن خلقة سائر المكونات لأجل أن لا يهمل فضالة المواد التي قد صرف صفوها وزبدتها في تكون الإنسان.
فإن الحكمة الإلهية والرحمة الرحمانية تقتضي أن لا يفوت حق من الحقوق بل يصيب كل مخلوق من السعادة قدرا يليق به ويحتمله ويستعد له.
فالغرض الأصلي من العالم العائد خلقة الإنسان وقد خلق من فضالته سائر الأكوان.
والغرض من الإنسان درجة العقل المستفاد الذي هو معرفة الله تعالى والانخراط في سلك المهيمنين والعبودية الذاتية التي هي الفناء في الحق الأول و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون.
تنبيه اعلم أن هذه المراتب تعتبر بالقياس إلى كل نظري فيختلف الحال إذ قد يكون بالقياس إلى بعض النظريات في مرتبة العقل الهيولاني وفي بعضها عقلا بالملكة وفي بعضها عقلا بالفعل وفي بعضها عقلا مستفادا.
فإن وحدة النفس طور آخر من