وكمالات الوجود.
وعلمت أن ما فرض ثانيا له في كونه صرف الوجود فإذا أمعن النظر فيه ظهر أنه هو بعينه إذ لا ميز ولا فرق في صرف شيء.
فثبت أن مجده وعلوه وبهاءه بنفس حقيقته المقدسة لا بشيء قائم به وقد وقع في بعض خطب أمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه أزكى صلوات المصلين: أول الدين معرفته وكمال المعرفة التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصفه سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال علام فقد أخلى منه..
إشارة اعلم أن الواجب تعالى وإن وصف بالعلم والجود والقدرة والإرادة وأمثالها لكن ليس هو لأجل اتصافه بها ذا معان متميزة يختص بهذه الأسماء.
بل كما أنا نقول لكل واحد من موجودات العالم إنه معلومه ومقدوره ومراده وفيض جوده من غير أن يثبت فيه معان شتى فكذلك نصف موجده بالعلم والوجود والإرادة والقدرة مع كونه أحديا فردا ذاتا وصفة.
كما قال الشيخ في التعليقات: من أن الأول تعالى لا يتكثر لأجل تكثر صفاته لأن كل واحدة من صفاته إذا حققت تكون صفة الأخرى بالقياس إليه.
فيكون قدرته حياته وحياته قدرته وتكونان واحدة. فهو حي من حيث هو قادر وقادر من حيث هو حي وكذلك في سائر صفاته.
وقال أبو طالب المكي: مشيته تعالى قدرته وما يدركه بصفة يدركه بجميع الصفات إذ لا اختلاف هناك. وقيل شعرا: