وستعلم معنى كونه خليفة الله في الأرض.
فهذا النبي يجب أن يفرض على الناس في شرعه العبادات. منها وجودية يخصهم نفعها كالأذكار والصلوات فيحركهم بالشوق إلى الله تعالى أو نافعة لهم ولغيرهم كالقرابين والزكوات والصدقات وعدمية يخصهم أيضا ويزكيهم كالصوم. ومتعدية أيضا كالكف عن إيلام النوع والجنس ويسن لهم أسفارا يزعجون فيها عن بيوتهم طالبين رضا ربهم ويتذكرون يوما من الأجداث إلى ربهم ينسلون فيزورون الهياكل الإلهية ومساكن الأنبياء ونحوها. ويشرع لهم عبادات يجتمعون عليها كالجمعة فيكسبون مع المثوبة الايتلاف والمصادفات والتودد وتكرر عليهم العبادات للتحكيم وإلا فينسون فيهملون. فكما أن للجميع خليفة واسطة من قبل الله فلا بد أن يكون للاجتماعات الجزئية وسائط من ولاة وحكام من قبل هذه الخليفة وهم الأئمة والعلماء.
وكما أن الملك واسطة بين الله وبين النبي ص والنبي واسطة بين الأولياء الحكماء من أمته وهم الأئمة ع فهم أيضا وسائط بين النبي وبين العلماء والعلماء وسائط بين الأئمة والعوام.
فالعالم قريب من الولي والولي قريب من النبي والنبي من الملك والملك من الله تعالى.
ويتفاوت درجات الملائكة والأنبياء والأولياء والعلماء في مراتب القرب تفاوتا لا تحصى.
فصل في بيان السياسات والرئاسات المدنية وما يلحق بها من أسرار الشريعة بوجه تمثيلي لا شك أن الإنسان لم يمكن أن ينال الكمال الذي لأجله خلقت إلا باجتماعات جماعة كثيرة متعاونين كل واحد منهم لكل واحد ببعض ما يحتاج إليه فيجتمع مما يقوم به جملة الجماعة جميع ما يحتاج إليه في قوامه وفي بلوغه إلى كماله.
ولهذا كثرت