قسمته كذلك لم يوجد له أجزاء في الخارج بمجرده كما أنه حدث فيه الاثنينية بحسب الوهم فكذلك بطلت وحدته بحسبه بلا تخلف.
عقد وانحلال ولقائل أن يقول: لم لا يجوز أن يكون نسبة المعقولات إلى العقل كنسبة الفعل إلى الفاعل لا كنسبة العرض إلى الموضع أو كنسبة الصورة إلى المادة حتى يلزم من انقسام النفس إذا كانت محلا لها انقسامها.
لكنا نقول: هب أن نسبتها إلى النفس تلك النسبة وقد حققنا سابقا أن الجسم لا يفعل إلا فيما له علاقة وضعية بالقياس إليه والمعقولات من حيث معقوليتها ليست كذلك وكما أن فاعل الأجسام ومقوماتها لا يمكن أن يكون وجودها متعلقا بالأجسام كذلك مبدأ المعقولات وحقائق الأنواع الجسمية لا يمكن أن يكون جسما أو جسمانيا سواء كان مبدئيته بنحو القبول أو بنحو الفعل بل الثاني أولى وأحرى في أن يتقدس عن الجسمانية.
فإن قال: فما التفصي عن حلول النقطة فإنها غير منقسمة ولها محل من الجسم فليكن حال المعقولات في النفس كحال النقطة في الجسم قلنا: إن النقطة أمر عدمي لأنها نهاية الامتدادات كما أن السطح من جهة كونه نهاية إحدى جهات الجسم عدمي وكذا الخط من جهة كونه نهاية للجهتين عدمي وهما وجوديان من جهة كونهما امتدادا وذا امتدادين والنقطة لكونها نهاية محضة