القوي واشتباكه به.
السادسة أنها لو هجم عليها مدرك قوي بطلت الآلة وفسدت فقد يفسد العين بقوة الشعاع والسمع بالصوت الهائل.
السابعة القوى الجسمانية يضعف بعد الأربعين وذلك عند ضعف مزاج البدن وهذا كله ينعكس في القوة العقلية فإنها تدرك نفسها وتدرك إدراكها لنفسها وتدرك ما يقدر أنه آلاتها كالقلب والدماغ وتدرك الضعيف بعد القوي والخفي بعد الجلي وربما يقوى في الأربعين في الغالب.
وهم وتنبيه فإن قيل: هذه القوة أيضا يقصر عن الإدراك بالمرض الذي في مزاج البدن.
قلنا: تعطلها بعد تعطل آلتها لا تدل على أن لا فعل لها في نفسها بل يجوز أن يكون فساد الآلة مؤثرا فيها من وجهين: أحدهما أنها إذا فسدت اشتغلت النفس بتدبيرها فانصرفت عن جهة المعقولات.
فإن النفس إذا اشتغلت بالخوف لم تدرك اللذة وإذا اشتغلت بالغضب لم تدرك الألم وإذا اشتغلت بالمعقول لم تدرك في حال الشغل به غيرها فيشغلها شيء عن شيء اللهم إلا أن يصير قدسيا في غاية القوة.
فعلى هذا لا بعد في أن يشغله ضعف الآلة والحاجة إلى إصلاحها عن خاص فعلها.
والثاني أن الآلة الجسمانية ربما يحتاج إليها ابتداء ليقوم له الفعل بنفسها بعده كما يحتاج من يقصد بلدة إلى دابة فإذا وصل استغنى عنها فإذا فعل واحد بغير آلة تدل على أن له فعلا في نفسه.
وتعطل العقل لتعطل الآلة يحتمل هذين الشيئين فلا حجة فيه لأن ما ذكرناه في قوة قياس استثنائي تاليها متصلة كلية موجبة استثني فيه