الأنواع الجسمانية عقل هو رب نوعه ومدبر طلسمه ذو عناية بأشخاصه فيكون عدد القواهر العقلية عدد الأنواع الجسمانية فلكية كانت أو عنصرية بسيطة أو مركبة بل يزيد على ذلك أيضا لأن العقل ليست منحصرة عندهم في قوافل الأجسام وليست الأجسام تبتدي في الوجود حيث يبتدي العقول في الوجود وإذ العقل الثاني ليس فيه من الجهات ما يكفي لصدور الفلك الثاني والكواكب المختلفة الحقائق التي فيه وأيضا الأجسام علمت أنها متكافئة ليس بعضها علة لبعض فينبغي أن يكون عللها أيضا عقولا متكافئة واقعة في سلسلة عرضية بعد تحقق السلسلة الطولية.
فالعقول عندهم على ضربين: أحدهما القواهر الأعلون وهم الذين وقعوا في السلاسل الطوال ما سوى الذين وقعوا في أواخر تلك السلاسل.
وثانيهما أرباب الأصنام وصواحب الأنواع الجرمية المسمون بالمثل الأفلاطونية وهم الذين قد وقعوا في سلسلة واحدة عرضية.
وظاهر أن الضرب الأول على تفاوت درجاتهم أشرف من الضرب الثاني لنزولهم وقربهم بالأجسام.
وبسط هذه المباحث إنما يطلب في كتب الشيخ المتأله شهاب الدين قدس سره لا سيما كتاب حكمة الإشراق الذي قرة عيون أصحاب المعارف والأذواق.
ونحن قد بينا حقيقة وجود المثل الأفلاطونية وأن لكل نوع فردا مجردا عقليا في عالم الإبداع هو من حقيقة ذلك النوع.
ولم أر غيري تصدى لذلك فضلا من الله علي وتأييدا وإلهاما وهو ولي التوفيق وبيده أزمة الأمور.
فصل في تكون العناصر عن العقل الأخير على طريقة المتأخرين قالوا قد لزم من العقل الفعال بعد استيفاء عدد الأجرام الشريفة العلوية وجود السفليات فابتدأ بالاسطقسات. ولما كانت الأجسام الأسطقسية كائنة فاسدة لا بد أن