الأجزاء المادية أصلا.
فالمصير في دفع مفسدة التناسخ إلى ما ذكرناه سابقا مما تفردنا ببيانه وجعله الله قسطي من الحكمة المتعالية والمعرفة الدينية كسائر نظائره التي ألهمني الله بها بفضل فيضه وإحسانه ومزيد لطفه وامتنانه وهي الزواهر من الفرائد التي يعرف نوريتها وشرفها من بين كلمات أصحاب الأنظار كتلألؤ اليواقيت والدرر من بين سائر الأحجار والفوائد من القواعد التي يحكم بصحتها كل من سلك سبيل الله وكوشف بالأنوار وشهد عالم الأسرار وأكثرها في تحقيق المعارف الشرعية الأصولية وتبيين المقاصد الدينية الإلهية من أحوال المبدإ والمعاد وكيفية مطابقة الأحكام الشرعية للقواعد العقلية منها إثبات المعاد الجسماني كما سينكشف عليك وضوحه وسطوعه على الوجه الذي يطابق ظواهر الكتاب والسنة واتفق عليه آراء الصالحين السابقين من الأمة من غير تأويل فيه كما فعله أهل التدقيق من المتأخرين الذين أرادوا أن يجمعوا بين المنقول وما حسبوه من المعقول من غير رياضة حكمية وسلوك قدسي فخرجوا كما تراهم من المعقول والمنقول.
فصل في إظهار شيء من خبايا هذا المطلب الحقيق بالتحقيق وإخراج علق نفيس من هذا البحر العميق مما يناسب أهل البحث والنظر وأصحاب الرواية والفكر بشرط سلامة الفطرة عن الأمراض الدنياوية وخلوص النية عن الدواعي الهيولانية لا مع الرعونة وحب الجاه والاغترار بما يفهم من ظواهر الآثار والإعجاب بقليل معرفة يحجب النفس عن التعلم والاستبصار فإنه قلما ينتفع أحد من المشعوفين بالتقليد والمجمودين على الصور الجسمانية بهذه الكلمات التي مبناها على خلوص النيات وصفاء الطويات عن الأغراض الانفعالية الهيولانية من الشهوات والأهواء ومتابعة النفس والآراء مع أن أكثر أحوال المعاد كأحوال المبدإ أسرار على العقول الإنسانية وإن كانوا من الأزكياء ما لم يقيموا على الرياضات وترك الاشتهار وطلب الجمعية ووفور الجاه وتقرب السلطان