كلية كانت جميع أفراد تلك الماهية واجبة وكذا امتنعت لو امتنع وأمكنت لو أمكن.
فنقول: تلك الأفراد المفروضة الغير الواقعة لم يكن واجبة لذاتها وإلا لما عدمت ولا ممتنعة وإلا لكان هذا الواقع أيضا ممتنعا مع أنا نتكلم بعد إثبات الواجب لذاته ولا ممكنة وإلا لكان الواجب لذاته ممكنا لذاته (هذا خلف).
فثبت أنه لو كان الواجب تعالى ذا ماهية كلية لزم كونه خلوا عن المواد الثلاث وهو محال.
كلمة تقديسية كيف لا يكون حقيقة الواجب القيوم صرف الوجود ومحض التقوم وهو ينبوع كل وجود ومبدأ كل فيض وجود وموجودية الماهيات إنما تتصح بكونها فائضة عنه. فجل وجوده عن أن يتعلق بماهية أصلا.
تنبيه إن الوجود الحقيقي والوجوب الذاتي متساوقان وإن سكان عالم الإمكان طرا مفارقاتها ومادياتها هالكة الذوات باطلة الحقائق كما في الكتاب الإلهي كل شيء هالك إلا وجهه وهلاك الذات وبطلان الحقيقة للممكن ثابت أزلا وأبدا لا في وقت من الأوقات.
ولهذا قيل: لا يحتاج العارف إلى قيام الساعة حتى يسمع نداءه تعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار بل هذا النداء لا يفارق سمعه أبدا لأن موجودية الممكنات إنما هي باعتبار انتسابها إلى الموجود الحقيقي هو الواجب بالذات ومنشأ انتزاع الموجودية المصدرية ومصحح صدقها عليها.
وأما هي في حدود ذواتها فلا اتصاف لها بالموجودية أصلا كما ذهب إليه المحققون من العرفاء