حملت الفاعلة على التحريك طلبا للذة أو المنفعة.
والغضبية حملتها على التحريك دفعا للألم والمضرة على سبيل الاستيلاء.
وأما الفاعلة المباشرة للتحريك فهي التي من شأنها أن يعد العضلات للانتقال.
وكيفية ذلك الإعداد من تلك الفاعلة أن تبسط العضل بإرخاء الأعصاب إلى خلاف جهة مبدئها لينبسط العضو أي يزداد طولا وينقص عرضا أو يقبضه بتمديد الأعصاب إلى جهة مبدئها لينقبض العضو أي يزداد عرضا وينقص طولا.
والعضلة عضو مركب من العصب ومن جسم يشبه بالعصب ينبت من أطراف العظام يسمى رباطا وعقبا ومن لحم احتشى به الفرج التي بين الأجزاء الحاصلة باشتباك العصب والرباط ومن غشاء يخللها والعصب جسم ينبت من الدماغ أو النخاع لين في الانعطاف صلب في الانفصال.
والنخاع خادم للدماغ خليفة له في إنبات الأعصاب.
تبصرة واعلم أن للحركات الاختيارية مبادئ مترتبة أبعدها عن عالم الحركة الخيال أو الوهم في الحيوان والعقل العملي باستخدامها في الإنسان والفلك ويليها القوة الشوقية وهي الرئيسة في القوى المحركة الفاعلة كما أن الوهم هي الرئيسة في القوى المدركة الغائية.
وبعد الشوقية وقبل الفاعلة قوة أخرى هي مبدأ العزم والإجماع المسمى بالإرادة والكراهة وهي التي يصمم بعد التردد في الفعل والترك عند وجود ما يترجح به أحد طرفيهما المتساوي نسبتهما إلى القادر عليهما.
ويدل على مغايرة الشوق للإدراك تحقق الإدراك بدونه وعلى مغايرة الشوق للإجماع أنه قد يكون شوق ولا إرادة.
والحق أن التغاير بينهما بحسب الشدة والضعف لا غير فإن الشوق قد يكون ضعيفا ثم يقوى