كحديث الكسوف الذي سبق ذكره.
ومنها ما يدل على النار مع الجنة حيث قال المفسرون في قوله تعالى: فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة و ظاهره من قبله العذاب هو حائط بين الجنة والنار.
قال بعض المفسرين: بين الجنة والنار كوى فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو له في الدنيا اطلع من تلك الكوى كما قال تعالى فاطلع فرآه في سواء الجحيم فإذا اطلعوا من الجنة إلى أعدائهم وهم يعذبون في النار ضحكوا فذلك قوله تعالى: فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون.
لمعة تنبيهية هذه الأخبار والروايات ظواهرها متناقضة على علماء الرسوم وباطنها متوافقة عند العارفين لابتناء معانيها عندهم على أصول صحيحة ومقدمات كشفية لم يشكوا فيها ويشكون في الشمس رابعة النهار.
بخلاف غيرهم. فإنهم حيث لم يأتوا البيوت من أبوابها تناقضت عليهم الأحكام وتعاندت بينهم مقاصد الكلام ولم يتصالحوا على رأي ولم يتوافقوا في حكم فأصبح كل منهم مناقضا للآخر وأصبحت مؤلفاتهم معارك الآراء المتناقضة ومصادم الأهواء المتصادمة بل كثيرا ما يكون واحد منهم يناقض نفسه في مجلس واحد وقد لا يشعر به.
فصل في بيان الموت حق والبعث حق قد علمت من تضاعيف ما تلوناه عليك أن لكل شيء حركة جبلية وتشوقا طبيعيا إلى جانب القدس ودينا جبليا وطريقة فطرية 0 الخير والكمال وعبودية ذاتية