المقالة الثانية في صفاته تعالى وفيها فصول فصل في أن صفاته تعالى يجب أن تكون عين ذاته اعلم أن كل ما هو صفة لشيء فيفتقر إلى ما يقوم به. وكل ما هو قيامه بشيء آخر فوجوب وجوده متعلق به. وكل ما تعلق وجوب وجوده بشيء آخر فليس هو واجب الوجود في ذاته فهو ممكن في نفسه.
فالصفات كلها سواء كانت للواجب لذاته أو للممكن ممكنة في أنفسها.
وكيف يكون الصفة وصاحبها واجبي الوجود وقد بين انتفاء تعدد الواجب في الوجود وأما أنه هل يجوز عليه تعالى صفة ممكنة فنقول يمتنع عليه تعالى الصفة المتقررة في ذاته لأنه لو تقررت في ذاته تعالى صفة ممكنة ففاعلها ومرجحها ذاته تعالى إذ لا واجب سواه.
ولا ينفعل أيضا عن معلولاته وهو بين فيفعل ذات الأحدية وينفعل وهو محال لأن كل ذات فعلت وقبلت فيكون فعلها بجهة وقبولها بجهة أخرى لوجوه.