له وإن كان الأمر في الإنسان بعكس ذلك.
ولأنا نتكلم في العائدات والقوة الإدراكية أشد نفسانية والتحريكية أقرب إلى المادة.
فنقول إن القوة المدركة تنقسم إلى ظاهرة مشهودة وباطنة مستورة أما الظاهرة فهي الحواس الخمس في الظاهر وفوق الخمس في الحقيقة لأن اللمس وهي قوة منبثة بواسطة الأعصاب في جلد البدن وأكثر اللحم وغيرها كالغشاء وبسبب انبثاث حاملها الذي هو جسم لطيف بخاري ليست قوة واحدة بالنوع في التحقيق بل هي أربعة أنواع منبثة معا في الجلد كله وغيره ولهذا ظنت واحدة.
فللتضاد الواقع بين الحار والبارد حاكم وللرطب واليابس حاكم وللصلب واللين حاكم وللخشن والأملس حاكم.
واللامسة في الحيوان في باب الضرورة كالغاذية للنبات لأن مزاجه من الكيفيات الملموسة وفساده باختلالها. والحس طليعة للنفس فيجب أن يكون أولى الطلائع ما منع الفساد وحفظ الصلاح بخلاف غيرها من ثواني الطلائع التي ينوط بها المنفعة الخارجة عن القوام والمضرة الخارجة عن الفساد. والذوق وإن كان دالا على ما يستبقي به الحياة من المطعومات إلا أنها يجوز أن يبقى الحيوان بدونه لإرشاد الحواس الأخر على الموافق والمضاد وليس شيء منها تعين على أن الهواء المحيط بالبدن محرق أو مجمد كما قاله الشيخ الرئيس.
بحث وتخليص ربما يقال (يكون خ. ل) إن المدرك بالحس هو المتضادات كالبرودة والحرارة دون التضاد لأنه