أخرى غريبة عن حقيقة اللون.
والعقل يدرك الأشياء كما هي ويجردها عن قرائنها الغريبة.
وأيضا فإدراك الحس بتفاوت فيرى الشيء الواحد عظيما في القرب (عظيما في القريب وصغيرا في البعيد خ ع ق) وصغيرا في البعد وكلما صار أبعد يراه أصغر إلى أن يصير بسبب البعد كنقطة ثم يبطل رؤيته. وكلما صار أقرب صار أعظم إلى أن يصير بسبب القرب كنصف العالم ثم يبطل رؤيته.
وإدراك العقل يطابق المدرك ولا يتفاوت.
وأيضا فالحس في الإدراك يغلط كثيرا حيث يرى الشمس بقدر أترجة ومقدار جرمها مائة وستين مثلا للأرض. [لمقدار الأرض ع ق] وأما العقل الذي يراعي القوانين العقلية المنطقية ويتطهر عن المعاصي والأدناس ولا يزاحمه الوهم والوساوس فهو معصوم عن الخلط والخطاء.
وأما المدرك فمدركات الحس الأجسام وأعراضها المادية ومدركات العقل الماهيات الكلية الأزلية والذوات النورية العقلية التي يستحيل تغيرها وذات الحق الأول الذي يصدر منه كل كمال وجمال وبهاء في العالم. فإذن لا قياس للذة الحسية إلى العقلية.
فك عقدة لا يبعد أن يحضر المدرك الموجب للذة الوافرة ولا يشعر الإنسان باللذة لكونه غافلا عنه أو مشغولا بغيره كالمتفكر الغافل عن الألحان الطيبة ولكونه ممنوا بآفة غيرت مزاجه وطبعه كالذي يستلذ عن أكل الطين أو شيئا حامضا لطول ألفة.
فإن طول المؤانسة ربما يحدث ملاءمة بين طبعه وبينه فيستلذ ما هو مكروه بالإضافة إلى الطبع الأصلي كالذي به مرض بوليموس فإن جميع أعضائه محتاج إلى الغذاء وفي