له حكم فيه وإن أمكن أن يرتفع تعينه عن نظر شهوده لكن يكون حكمه باقيا فيه ويكون بحسبه لا بحسب ما هو المشهود عليه فلا يرتفع الحجب بالكلية انتهى.
وقول الحلاج:
بيني وبينك إني ينازعني * فارفع بلطفك إني من البين يؤيد ما ذكرناه. وقال المعلم الثاني في الفصوص: إن لك منك غطاء فضلا عن لباسك من البدن.
فصل واجب الوجود بسيط الحقيقة ليس متألف الذات من أجزاء وجودية عينية أو ذهنية كالمادة والصورة العينيين أو الذهنيين ولا من أجزاء حدية حملية لا بشرطية كالجنس والفصل.
بيانه: أن كل ما هو مركب كان للعقل إذا نظر إليه وإلى جزء منه وقايس بينهما بالوجود أن يحكم بتقدم ذلك الجزء تقدما بالطبع فيكون بحسب جوهر ذاته مفتقرا إلى جزئه متحققا بتحققه وإن لم يكن أثرا صادرا عنه فكل ما هو كذلك لم يكن واجب الوجود والمفروض أنه واجب الوجود (هذا خلف).
طريقة أخرى لو تركب ذات الواجب من أجزاء فلا يخلو إما أن يكون كل واحد من تلك الأجزاء واجب الوجود أو ليس كذلك بل شيء منها أو جميعها ممكن الوجود والقسمان باطلان.
أما الأول: فلأن كل حقيقة متأحدة تأحدآ نوعيا طبيعيا لا اعتباريا لا بد وأن يكون لبعض أجزائه إلى بعض علاقة لزومية وارتباط علي إيجابي.
وقد تبين هذا في العلم الإلهى ويحكم به الفطرة قبل قيام البرهان عليه إذ لا يتصور تأليف حقيقة نوعية أو