الأجسام في حقه تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
أو اعتقاد أن الإحساس في حقه تعالى لبراءته عن القصور تحصل بلا آلة وإن لم يحصل فينا لقصورنا إلا بآلة.
ولم يتفطنوا أن الإحساس هو نفس القصور في المدرك والمدرك جميعا كما سبق بيانه.
والحاصل أن السمع والبصر عندهم إما مجرد الإحساس أو مطلق العلم بالمحسوسات.
وأنك بعد ما علمت أن مناط الجزئية إما الإحساس وهو لا يحصل إلا بتأثر الآلة وإما الشهود الإشراقي وهو لا ينافي التجرد عن الأجسام والتقدس عن المواد وتحققت أنه تعالى عالم بجميع الجزئيات على جزئيتها وماديتها ومنها المسموعات من الحروف والأصوات والمبصرات من الأجسام ذوات الأضواء والألوان.
فاعلم وتحقق بأنه تعالى يعلم الأصوات والألوان علما حضوريا إشراقيا وانكشافا شهوديا نوريا بنفس ذاته النور الذي يظهر ويتنور به جميع الأشياء.
فذاته تعالى بهذا الاعتبار سمعه وبصره بلا تأويل.
وأما عدم وصفه تعالى بالشام والذائق واللامس فلعدم ورود هذه الألفاظ في الشريعة لإيهام التجسم والنقص فيها فتفطن.
فصل في تكلمه تعالى قد أطبقت الشرائع كلها على أنه تعالى متكلم.
إذ ما من شريعة إلا وفيها أنه تعالى أمر بكذا ونهى عن كذا وأخبر بكذا وكل ذلك من أقسام الكلام.
والمتكلم عبارة عن محدث الكلام في جسم من الأجسام كالهواء وغيرها فإنا إذا تكلمنا أحدثنا الكلام في بعض الأجسام التي لنا قدرة على تحريكها فالمتكلم ما قام به