الهائم ولا سيما إذا كان الحق يظهر له في كل وجه يتوجه إليه وفي كل مصرف يتصرف فيه فإنه ناظر إلى عين محبوبه في كل وجه المحب الله كل يوم هو في شأن ما ترددت في شئ أنا فاعله كثرة الوجوه في الأمر الواحد تؤدي إلى التردد أيها يفعل وكلها رضي المحبوب فنحن لا نعرف الأرضى وهو يعرف الأرضى في حقنا غير أنا نعرف الأرضي ما بين النوافل والفرائض فنقول الفرائض أرضى ولكن إذا اجتمعت بحكم التخيير كالكفارة التي فيها التخيير لا يعرف الأرضي إلا بتعريف مجدد وكذلك الأرضي في النوافل لا يعرف إلا بتوقيف والنوافل كثيرة وما منها إلا مرضي من وجه وأرضى من وجه فلا بد من تعريف جديد ففي مثل هذا يكون المحب هائم القلب أي حائرا في الوجوه التي يريد أن يتقلب فيها (منصة ومجلى) نعت المحب بأنه مؤثر محبوبه على كل مصحوب لما كان العالم كله كل جزء منه عنده أمانة للإنسان وقد كلف بأداء الأمانة وأماناته كثيرة ولأدائها أوقات مخصوصة له في كل وقت أمانة منها ما نبه عليه أبو طالب من أن الفلك يجري بأنفاس الإنسان بل بنفس كل متنفس والمقصود الإنسان بالذكر خاصة لأنه بانتقاله ينتقل الملك ويتبعه حيث كان فلا يزال العالم يصحبه الإنسان لهذه العلة ثم إن الإنسان مفتقر لهذه الأمانات التي عند العالم ومع افتقاره إليها فإن المحبين من رجال الله العارفين شغلوا نفوسهم بما أمرهم به محبوبهم فهم ناظرون إليه حبا وهيما ناقد تيمهم بحبه وهيمهم بين بعده وقربه فمن هنا نعتوا بأنهم آثروه على كل مصحوب لأنه صاحبهم لقوله تعالى وهو معكم أينما كنتم وكل من في العالم يصحبه أيضا لأجل الأمانة التي بيده فيؤثر الإنسان لمحبته لله جناب الله على كل مصحوب قيل لسهل ما القوت قال الله قيل له ما نريد إلا ما تقع به الحياة قال الله فلم ير إلا الله فلما ألحوا عليه وقالوا له إنما نريد ما به عمارة هذا الجسم فلما رآهم ما فهموا عنه عدل إلى جواب آخر فقال دع الديار إلى بانيها إن شاء عمرها وإن شاء خربها يقول ليس من شأن اللطيفة الإنسانية صحبة هذا الهيكل الخاص ولا بد تشتغل هي بما كلفها المحبوب الذي هو عين حياتها ووجودها وأي بيت أسكنها فيه سكنته هذا إن كان يقول بعدم التجريد عن النشأة الطبيعية كما نقول وكما أعطاه الكشف وإن كان يقول بالتجريد عن الطبيعة وارتفاع العلاقة فهو على كل حال ممن يؤثر الله على كل مصحوب المحب الله آثر الإنسان من كونه محبوبه على جميع العالم فأعطاه الصورة الكاملة ولم يعطها لأحد من أصناف العالم وإن كان موصوفا بالطاعة والتسبيح لله فقد آثره على كل مصحوب قال تعالى وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة أعطاه جميع الأسماء كلها الإلهية فسبحه بكل اسم إلهي له بالكون تعلق ومجده وعظمه لا اسم القصعة والقصيعة الذي ذهب إليه من لا علم له بشرف الأمور ولذلك قالت الملائكة نسبح بحمدك ونقدس لك ولا يقدس ولا يسبح إلا بأسمائه فأعلمهم بأن لله أسماء في العالم ما سبحته الملائكة ولا قدسته بها وقد علمها آدم فلما أحضر ما أحضره من خلقه مما لا علم للملائكة به فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء التي تسبحوني بها وتقدسوني قالوا لا علم لنا فقال لآدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم علموا إن لله أسماء لم يكن لهم بها علم يسبحه بها هؤلاء الذين خلقهم وعلمها آدم فسبح الله بها كما قال للملائكة لما طافت به بالبيت ما كنتم تقولون قالت الملائكة كنا نقول في طوافنا به قبلك سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فقال لهم آدم وأنا أزيدكم لا حول ولا قوة إلا بالله أعطاها الله إياه من كنز؟؟؟
العرش لم تكن الملائكة تعلم ذلك فلو أراد المفسر بقوله حتى القصعة والقصيعة الاسم الإلهي المتوجه على الصغير والكبير فسبحه الصغير في تصغيره بما لا يسبحه به الكبير في تكبيره أصاب وإنما قصد لفظة القصعة والقصيعة ولا شرف في مثل هذا فإنه راجع لما يصطلح عليه إذ لها في كل لسان اسم مركب من حروف لا يشبه الاسم الآخر فليس المراد إلا ما تقع به الفائدة التي يماثل بها قول الملائكة في فخرها على الإنسان إنها مسبحة ومقدسة فأراها الله تعالى شرف آدم من حيث دعواها وهو ما ذكرناه ليس غيره وما ثم في المخلوقات أشرف من الملك ومع هذا فقد فضل عليه الإنسان الكامل بعلم الأسماء فهو في هذه الحضرة وهذا المقام أفضل فهذا حد إيثار الحق له (منصة ومجلى) نعت المحب بأنه محو في إثبات أما إثباته فظهر في تكليفه ومن العبادات الفعلية في صلاته فقسمها بينه وبين عبده فأثبته وأما محوه في هذا الإثبات فقوله والله خلقكم وما تعملون وقوله ليس لك من الأمر شئ وقوله إن الأمر كله لله وقوله