يحب كل مفتن تواب وفي الخبر وجبت للمتحابين في وفي الخبر حبوا الله لما أسدى إليكم من نعمه وفي الخبر أن الله جميل يحب الجمال وأن الله يحب أن يمدح وقال ع حبب إلي من دنياكم ثلاث الحديث والأخبار في هذا الباب كثيرة جدا واعلم أن مقامها شريف وإنها أصل الوجود وعن الحب صدرنا * وعلى الحب جبلنا * فلذا جئناه قصدا * ولهذا قد قبلنا ولهذا المقام أربعة ألقاب منها الحب وهو خلوصه إلى القلب وصفاؤه عن كدورات العوارض فلا غرض له ولا إرادة مع محبوبه (واللقب الثاني) الود وله اسم إلهي وهو الودود والود من نعوته وهو الثابت فيه وبه سمي الودود الثبوتة في الأرض (واللقب الثالث) العشق وهو إفراط المحبة وكنى عنه في القرآن بشدة الحب في قوله والذين آمنوا أشد حبا لله وهو قوله قد شغفها حبا أي صار حبها يوسف على قلبها كالشغاف وهي الجلدة الرقيقة التي تحتوي على القلب فهي ظرف له محيطة وقد وصف الحق نفسه في الخبر بشدة الحب غير أنه لا يطلق على الحق اسم العشق والعاشق والعشق التفاف الحب على المحب حتى خالط جميع أجزائه واشتمل عليه اشتمال الصماء مشتق من العشقة (واللقب الرابع) الهوى وهو استفراغ الإرادة في المحبوب والتعلق به في أول ما يحصل في القلب وليس لله منه اسم ولحصوله سبب نظرة أو خبر أو إحسان وأسبابه كثيرة ومعناه في الخبر الإلهي الصحيح حب الله عبده إذا أكثر نوافل الخيرات وكذلك اتباع الرسول فيما شرع وهذا منزلته فينا مسمى الهوى قال بعضهم في الحب المولد عن الخبر يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة * والأذن تعشق قبل العين أحيانا (ولنا في الحب المولد عن النظر والخبر في الغزليات) حبي لغيرك موقوف على النظر * إلا هواك فمبناه على الخبر إنه يعلم أني ما علمت لها * على الذي قيل لي أختا من البشر فبغيتي من عزلتي إن أفوز بها * وأن تجود على عيني بالنظر (ولنا أيضا في هذا المعنى) حقيقتي همت بها * وما رآها بصري * ولو رآها لغدا * قتيل ذاك الحور فعند ما أبصرتها * صرت بحكم النظر * فبت مسحورا بها * أهيم حتى السحر يا حذري من حذري * لو كان يغني حذري * حكم القضاء والقدر * وإنما هيمني والله ما هيمني * جمال ذاك الخفر * يا حسنها من ظبية * ترعى بذات الخمر إذا رنت أو عطفت * تسبى عقول البشر * تفتر عن ظلم وعن * حب غمام نشر كأنما أنفاسها * أعراف مسك عطر * كأنها شمس ضحى * في النور أو كالقمر إن سفرت أبرزها * نور صباح مسفر * أو سدلت غيبها * ظلام ذاك الشعر يا قمرا تحت دجى * خذي فؤادي وذر * عيني لكي أبصركم * إذ كان حظي نظري فإن مبني كلفي * بحبها من خبري (ولنا أيضا في هذا المعنى) الأذن عاشقة والعين عاشقة * شتان ما بين عشق العين والخبر فالإذن تعشق ما وهمي يصوره * والعين تعشق محسوسا من الصور فصاحب العين إن جاء الحبيب له * يوما ليبصره يلتذ بالنظر وصاحب الأذن إن جاء الحبيب له * في صورة الحس ما ينفك عن غير إلا هوى زينب فإنه عجب * قد استوى فيه حظ السمع والبصر وألطف ما في الحب ما وجدته وهو أن تجد عشقا مفرطا وهوى وشوقا مقلقا وغراما ونحولا وامتناع نوم ولذة بطعام
(٣٢٣)