ولا يدري فيمن ولا بمن ولا يتعين لك محبوبك وهذا ألطف ما وجدته ذوقا ثم بعد ذلك بالاتفاق أما يبدو لك تجل في كشف فيتعلق ذلك الحب به أو نرى شخصا فيتعلق ذلك الوجد الذي تجده به عند رؤيته فتعلم إن ذلك كان محبوبك وأنت لا تشعر أو يذكر شخص فتجد الميل إليه بذلك الهوى الذي عندك فتعلم أنه صاحبك وهذا من أخفى دقائق استشراف النفوس على الأشياء من خلف حجاب الغيب فتجهل حالها ولا تدري بمن هامت ولا فيمن هامت ولا ما هيمها ويجد الناس ذلك في القبض والبسط الذي لا يعرف له سبب فعند ذلك يأتيه ما يحزنه فيعرف أن ذلك القبض كان لهذا الأمر أو يأتيه ما يسره فيعرف أن ذلك البسط كان لهذا الأمر وذلك لاستشراف النفس على الأمور من قبل تكوينها في تعلق الحواس الظاهرة وهي مقدمات التكوين ويشبه ذلك أخذ الميثاق على الذرية بأنه ربنا فلم يقدر أحد على إنكاره بعد ذلك فتجد في فطرة كل إنسان افتقارا لموجود يستند إليه وهو الله ولا يشعر به ولهذا قال يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله يقول لهم ذلك الافتقار الذي تجدونه في أنفسكم متعلقة الله لا غيره ولكن لا تعرفونه فعرفنا الحق به ولما ذقنا هذا المقام قلنا فيه علقت بمن أهواه عشرين حجة * ولم أدر من أهوى ولم أعرف الصبرا ولا نظرت عيني إلى حسن وجهها * ولا سمعت أذناي قط لها ذكرا إلى أن تراءى البرق من جانب الحمى * فنعمني يوما وعذبني دهرا ولنا أيضا في هذا المعنى ذوقا فإنا لا نعبر إلا عما ذقناه علقت بمن أهواه من حيث لا أدري * ولا أدري من هذا الذي قال لا أدري فقد حرت في حالي وحارت خواطري * وقد حارت الحيرات في وفي أمري فبينا أنا من بعد عشرين حجة * أترجم عن حب يعانقه سرى ولم أدر من أهوى ولا أعرف اسمه * ولا أدر من هذا الذي ضمه صدري إلى أن بدا لي وجهها من نقابها * كمثل سحاب الليل أسفر عن بدر فقلت لهم من هذه قيل هذه * بنية عين القلب بنت أخي الصد فكبرت إجلالا لها ولأصلها * فليلي بها أربى على ليلة القدر ولنا في هذا المعنى ذوقا في أول دخولي إلى الشام وجدت ميلا مجهولا مدة طويلة في قصة طويلة إلهية متخيلة في صورة جسدية فقلنا نخاطبها في ذلك بالحال ولسانه أقول وعندي من هواك الذي عندي * مقالة من قال الحبيب له قل لي ولما دخلت الشام خولطت في عقلي * فلم أر قبلي في الهوى عاشقا مثلي عشقت وما أدري الذي قد عشقته * أخالقي المحبوب أم هو من شكلي ولا سمعت أذناي قط بذكره * فهل قال هذا عاشق غيرنا قبلي فجبت بلاد الله شرقا ومغربا * لعلي أرى شخصا يوافقني علي فلم أر إلا ذا حبيب معين * يلازمه طبعا ملازمة الظل فقلت إلهي أن قلبي مهيم * ولم أدر فانظر في مقامي وفي ذلي فنادى منادي الحب من بين أضلعي * لقد غصت يا مسكين في أبحر الجهل ألا فاستمع قولي وخذ سر حكمتي * فإني من أهل التعاليم والفضل بسبع وعشر ثم خمسين بعدها * إذا أنت حصلت اثنتين على وصلي يقوم لكم شكل بديع مربع * تماما على الوصل الذي فيه والفصل كمثل اسمه الله بيانا محققا * فكان اسم محبوبي على صورة الأصل
(٣٢٤)