مع غلط في الموضعين أصلحناه بقدر الإمكان:
لنا خمر وليس بخمر كرم * ولكن من نتاج الباسقات كرائم في السماء ذهبن طولا * ففات ثمارها أيدي الجناة قلائص في الرؤوس لها فروع * تدر على اكف الحالبات صحائح لا تعد ولا تراها * عجافا في السنين الماحلات مسارحها المذار فبطن جوخى * إلى شاطي الأبلة فالفرات تراثا عن أوائل أولينا * بني الأحرار أهل المكرمات تذب بها يد المعروف عنا * وتصبر للحقوق اللازمات فحين بدا لك السرطان يتلو * كواكب كالنعاج الراتعات بدا بين الذوائب في ذراها * نبات كالأكف الطالعات فشققت الأكف فخلت فيها * لألئ في السلوك منظمات وما زال الزمان بحافيتها * وتلقيح الرياح اللاقحات فعاد زمردا وامتد حتى * تخال به الكباش الناطحات فلما لاح للساري سهيل * قبيل الصبح من وقت الغداة بدا الياقوت وانتسبت اليه * بحمر أو بصفر فاقعات فلما عاد آخرها جنيا * بعثت جناتها بمعقفات وقلت استنزلوا فاستنزلوها * برفق من رؤوس السامقات وقلت استعجلوا فاستعجلوها * بضرب بالسياط محدرجات فضمن صفو ما يجنون منها * خوابي كالرحال مقيرات ذوائب أمها جعلت سياطا * تحث فما تناهى ضاربات فولدت السياط لها هديرا * كترجيع الفحول الهائجات فلما قيل قد بلغت ولما * ويوشك ان تقر وان تواتي نسجت لها غمائم من تراب * ومن ماء فجاءت محكمات سترت الجو خوفا من أذاه * فباتت من أذاه آمنات فلما قيل قد بلغت كشفنا * العمائم عن وجوه مشرقات حساها كل أروع شيظمي * كريم الجد محمود مواتي تحية بينهم أفديك خذها * وآخر قولهم أفديك هات وفي تاريخ دمشق قال حسين بن الضحاك كنت أساير أبا نواس يوما بالكوفة فمررنا بكتاب وإذا صبي يقرأ من سورة البقرة كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا اظلم عليهم قاموا فقال اي معنى يستخرج من هذا في الخمر فقلت ويحك ألا تتقي الله بكتاب الله فلما كان من الغد أنشدني:
وسيارة ضلت عن القصد بعد ما * ترادفهم جنح من الليل مظلم فاصغوا إلى صوت ونحن عصابة * وفينا فتى من سكره يترنم فلاحت لهم منا على الناي قهوة * كان سناها ضوء نار تضرم إذا ما حسوناها أقاموا بظلمة * وان مزجت حثوا الركاب وامموا وقال يصف مجلسا له مع أبي عيسى بن المنصور بالقصف بقوا فيه أسبوعا كما قاله ابن منظور:
يا طيبنا بقصور القصف مشرقة * فيها الدساكر والأنهار تطرد لما أخذنا بها الصهباء صافية * كأنها النار وسط الكاس تتقد جاءتك من بيت خمار بطينتها * صفراء مثل شعاع الشمس ترتعد فقام كالغصن قد شدت مناطقه * ظبي يكاد من التهييف ينعقد فاستهلها من فم الإبريق فانبعثت * مثل اللسان جرى واستمسك الجسد فلم نزل في صباح السبت نأخذه * والليل اجمعه حتى بدا الاحد ثم ابتدأنا الطلابا ألهو من أمم * في نعمة غاب عنها الضيق والنكد حتى بدت غرة الاثنين واضحة * والسعد معترض والطالع الأسد وفي الثلاثاء أعملنا المطي بها * صهباء ما قرعتها بالمزاج يد والأربعاء كسرنا حد سورتها * والكاس يضحك في تيجانها الزبد ثم الخميس وصلناه بليلته * قصفا وتم لنا بالجمعة العدد في مجلس حوله الأشجار محدقة * وفي جوانبه الأنهار تطرد لا تستخف بساقينا لغرته * ولا يرد عليه حكمه أحد عند الأمير أبي عيسى الذي كملت * أخلاقه فهي كالأوراق تنتقد وقال:
جلت عن الوصف حتى ما يطالبها * وهم فتخلفها في الوصف أسماء تقسمتها ظنون الفكر إذ خفيت * كما تقسمت الأديان آراء وقال:
صفراء تسليك الهموم إذا بدت * وتعير قلبك حلة السراء كتب المزاج على مقدم تاجها * سطرين مثل كتابة العسراء نمت على ندمانها بنسيمها * وضيائها في الليلة الظلماء وقال وفيها صفة النحل والعسل:
لا يصرفنك عن قصف وأصباء * مجموع رأي ولا تشتيت أهواء واشرب سلافا كعين الديك صافية * من كف ساقية كالريم حوراء تنزو فواقعها منها إذا مزجت * نزو الجنادب من مرج وافياء ليست إلى النخل والأعناب نسبتها * لكن إلى العسل الماذي والماء نتاج نحل خلايا غير مقفرة * خصت بأطيب مصطاف ومشتاء ترعى أزاهير غيطان وأودية * وتشرب الصفو من غدر واحساء فطس الأنوف مقاريف مشمرة * خوص العيون بريئات من الداء تغدو وترجع ليلا عن مساربها * إلى ملوك ذوي عز وأحباء كل بمعقله تمضي حكومته * في حزبه بجميل القول والراء فاشرب هديت وغن القوم مبتدئا * على مساعدة العيدان والناء لو كان زهدك في الدنيا كزهدك في * وصلي مشيت بلا شك على الماء وقال:
ومختلس القلوب بطرف ريم * وجيد مهاة بر ذي هضاب إذا امتحنت محاسنه فأبدت * غرائب حسنه من كل باب تقاصرت العيون له وأغفت * عن اللحظات خاضعة الرقاب يعللنا بصافية ووجه * كبدر لاح من خلل السحاب وقال:
شمر ثيابك في قتلي وتعذيبي * فقد تسربلت ثوب الحسن والطيب عيناي تشهد اني عاشق لكم * يا دمية صوروها في المحاريب جربت منك أمورا صدعت كبدي * نعم وأودت بما تحت الجلابيب افهم فديتك بيتا سائرا مثلا * من أول كان يأتي بالأعاجيب