فان تكن ارضنا رجت فلا عجب * وان تكن شمها مادت فلا حرجا وعيلم غيض لما عب زاخره * وكم تهيبه الخواض ان يلجا ونير طالما كنا بطلعته * نجلو الظلام إذا الليل البهيم سجا محمد الحسن الحبر الذي سمكت * له مفاخره فوق السما درجا أحيا معالم دين الله ما تركت * فيها هدايته أمتا ولا عوجا باهى الخضارم علما والغمام ندى * والثاقبات هدى والراسيات حجى ما اظلمت في وجوه الرأي مبهمة * الا أنار بها من رأيه سرجا ولا استجار به المكروب إذا نزلت * به الشدائد الا أدرك الفرجا اليوم عقمت الآمال وانقطعت * عرى المطالب حتى خاب كل رجا من للوفود الأولى زجوا رواحلهم * لباب جودك لا يبغون منعرجا من مرمل يبتغي من كربه فرجا * رأى يمينك تهمي بالندى فرجا أو من يروم على أعدائه فلجا * ألفاك حصنا منيعا في الورى فلجا يا طالب العرف أكدى غيثه فأقم * ان شئت أو دونك الأسحار والدلجا ويا يتامى الورى اللاتي نعمت به * ذوي ربيعك فاقتاتي اسى وشجى من للعلوم التي أوضحت منهجها * يحمي حماها وينفي الهرج والمرجا وكنت في وجه هذا الدهر غرته * حتى مضيت فأمسى كالحا سمجا لئن غدت بعدك الأيام مظلمة * فالخلد امسى إلى لقياك مبتهجا وذا ثناؤك في آذاننا شنفا * يبقى وذكرك في آنافنا ارجا وحجة الله فينا ان مضت فلقد * أبقى الاله لنا من بعدها حججا هذا محمد قد أحيا بهمته * ميت العلوم ومنهاج الهدى نهجا ذو مقول صادق ما هز صارمه * الا رأيت له التسديد والفلجا ما أعمل الفكر في ايضاح مبهمة * الا وأبصرت صبح الحق منبلجا يمشي على مثل ضوء الشمس في حجج * ما خالط الشك فيها لا ولا اختلجا مناصل من صميم القول كم فرجت * لبس الهوى عن صريح الحق فانفرجا تعز للنكبة الجلى وان عظمت * فالشبل في غاب ذاك الليث قد درجا هذا علي على نيل العلى طبعت * أخلاقه وبغير الفضل ما لهجا مطهر النفس من عيب يدنسه * كان ريح الصبا مع خلقه امتزجا أنعم به خلفا يرجى لخير أب * به اقتدى وعلى منواله نسجا حيا الحيا جدثا حل الهمام به * مبكرا في نواحيه ومدلجا ومن قصيدة السيد جعفر الحلي التي تليت في مجلس الميرزا حسين الخليلي قوله:
بمن يقيل عثارا بعدك الزمن * ومن سواك على الاسلام يؤتمن انى تقوم لدين الله قائمة * وليس فيها الامام السيد الحسن لا صح بعدك جنب لان مضجعه * ولا رأى الصبح طرف زاره الوسن ما سرت وحدك في نعش حملت به * بل أنت والعدل والتوحيد مقترن تحركوا بك ارقالا ولو علموا * ان السكينة في تابوتهم سكنوا تابوت طالوت ما كانت سكينته * سواكم لو وعاها من له أذن أنأمل منك بالجدوى مختمة * لك ارتقت ورقاب طوقها منن مضيت أطهر من ماء السماء ردا * إذ كل ثوب من الدنيا به درن قد كنت كالسيف لكن هاشمي شبا * يفل ما طبعته الهند واليمن ورأيك الرمح ان ثقفت صعدته * بهزة دق منها الأسمر اللدن كم بت تسهر والاسلام في سنة * مطاعنا عنه من لو أهملوا طعنوا وكم حميت ثغور المسلمين وهم * ما بين أنياب خمص الأسد لو فطنوا قدت السلاطين قود الخيل إذ جنبت * وما سوى طاعة الباري لها رسن من للوفود التي تأتي على ثقة * بان واديك فيه العارض الهتن إليك قد يمموا من كل قاصية * بالبر والبحر تجري فيهم السفن يلقون في حيك الزاهي عصيهم * كأنهم بمحاني أهلهم سكنوا فينزلون على خصب إذا نزلوا * ويظعنون بشكر منك ان ظعنوا فلا ببذلك ماء الوجه مبتذل * ولا بمنك تنكيد ولا منن كان آباء أيتام الورى تركوا * لهم كنوزا بسامراء تختزن تسعى إليهم برزق فيه ما تعبوا * كالعشب تتعب في ارزاقه المزن قد كادت الفتنة العميا تحل كما * بعد النبي فشت بالأمة الفتن حتى اتى النص ان الدين رتبته * موروثة لحسين ان قضى الحسن العيلم العلم العلامة الورع * الحبر الهزبر الخطيب المصقع اللسن اليه دين الهدى القى مقالده * وانه بمقاليد الهدى قمن يسر اعماله والله يعلنها * فكان لله منه السر والعلن لولاه ما كفكف الاسلام مدمعه * ولا رقى للمعالي مدمع هتن تعز يا حجة الاسلام في خلف * لمن فقدناه فيه يطرد الحزن علي المتجلي في فضائله * كالشمس اقلع عنها العارض الدجن تفطن العلم من املاء والده * طفلا فأصبح وهو الحادق الفطن اومى اليه أبوه حين قيل له * بمن يقيل عثارا بعدك الزمن ومن قصيدة السيد إبراهيم الطباطبائي قوله:
من صاح بالدين والدنيا الا اعتبرا * جرى المقدر محتوما خذا وذرا ان عرس الركب ليلا في معرسه * لا ينحر البدن حتى ينحر البدرا يا صفقة الدين قد صحت على علم * أضحى به علم الاسلام منكسرا لو كان يحمي من الاقدار مقتدر * لرد باسك عنك الحتف والقدرا من للممالك يرعاها رعايته * بناظر في خفايا السر قد نظرا قد عز شخصك في الأوهام مشبهه * كان شخصك في الأحلام طيف كرى هذا محمد محمول له جسد * واروا به صحف إبراهيم والسورا ثنوا بقبرك صدر الرمح مناطرا * صم الأنابيب والصمصامة الذكرا يا موحش النفر الباقي لوحدته * ومؤنس النفر الماضي له سمرا ان العلوم إذا لاحظت أودية * أحله الله منها الورد والصدرا ونقل الشيخ علي الجعفري من ذرية صاحب كشف الغطاء في بعض مسوداته أبياتا من عدة قصائد قيلت في رثائه لم يسم قائليها ولم يتيسر لنا حين التحرير معرفة أسمائهم فنقلنا ما ذكره منها كما ذكره قال منها وهي طويلة:
نعيت امام المسلمين وكهفها * وندباله قامت تعج النوادب نعيت فتى قد طبق الكون رزؤه * مشارق منه اظلمت ومغارب قال ومنها:
أعن النواظر غيبت شمس الهدى * والليل عاد على البرية سرمدا خلفت شرع محمد في ثكلة * فكأنما فقد النبي محمدا قد كان فيك الليل صبحا أبيضا * فغدا النهار عليك ليلا اسودا قد كنت ترجع للنواظر نورها * لو كنت تتخذ النواظر ملحدا قال ومن أخرى:
مصابك طبق الدنيا مصابا * ورزؤك هون النوب الصعابا إذا وردوا نداك رأوك بحرا * ولو وردوا سواه رأوا سرابا