يا عروسا زفت إلي فأهديت * إليها رقي مكان المهور بالتملي وبالرجا والسرور * يا حياتي والمنزل المعمور قد لعمري وفيت لي وسأجزيك * وفاء بالشرط بعد النذور وقوله:
لقد واظبت نفسي على الحب في الهوى * بانسانة ترعى الهوى وتواظب صفا لي منها العيش والشيب شامل * كما كان يصفو والشباب مصاحب ما قاله في عمه أبي عيينة وصاحبته دنيا.
في اليتيمة عن الصابي ان أبا عيينة المهلبي الذي استفرع نسيبه في صاحبته دنيا من عمومة الوزير المهلبي وكان المهلبي يحفظ أكثر أشعاره ويتأسف على ما فاته من زمانه فمن ذلك قوله:
أنت وصلت مفاخري باب * حاز الفخار وطاول العليا وأجاب داعيه وخلفني * وحديثه فكأنما يحيا وتلوت عمي في تغزله * وشربت ريا من هوى ريا فكأنني هو في صبابته * وكأنها في حسنها دنيا وقوله لما تقلد الوزارة لقد ظفرت والحمد لله منيتي * بما كنت اهوى في الجهارة والنجوى وشارفت مجرى الشمس فيما ملكته * من الأرض واستقرت في الرتبة العليا وعاينت من شعر العينيي حلة * تعاون فيها الطبع والمهجة الحرى فحركني عرق الوشيجة والهوى * لعمي واطت بي إلى الرحم القربى فيا حسرتا ان فات وقتي وقته * ويا حسرة تمضي وتتبعها أخرى ويا فوز نفسي لو بلغت زمانه * وبغيته دنيا وفي يدي الدنيا فمكنته من أهل دنيا وأرضها * ففاز بما يهوى وفوق الذي يهوى الصفات قال يصف الصيد:
رب ليل قطعت فيه خماري * بغزال كأنه مخمور ومصاد سرحت فيه ونصر * بازياري مظفر منصور بصفور مثل النجوم إذا * انقضت وعصف كأنهن صقور وقال يصف الرياض والثلج الورد بين مضمخ ومضرج * والزهر بين مكلل ومتوج والثلج يهبط كالنثار فقم بنا * نلتذ بابنة كرمة لم تمزج طلع البهار ولاح نور شقائق * وبدت سطور الورد تلو بنفسج فكان يومك في غلالة فضة * والنبت من ذهب على فيروزج وقال في نحو ذلك:
يوم كان سماءه * شبه الحصان الأبرش وكان زهرة روضه * فرشت بأحسن مفرش فسماؤه دكن الخزوز * وأرضه خضر الوشي وقال كما في معجم الأدباء:
ويوم كان الشمس والغيم دونها * حجاب به صينت فما يتهتك عروس بدت في زرقة من ثيابها * يجللها فيها رداء ممسك وقال كما في فوات الوفيات:
تطوي بأوتارها الهموم كما * يطوى دجى الليل بالمصابيح ثم تغنت فخلتها سمحت * بروحها خلعة على روحي الحماسة قال كما في اليتيمة:
عزمي وعزم عصابة ركاضة * موصولة الالجام بالاسراج كالنبل عامدة إلى أهدافها * والطير قاصدة إلى الأبراج في الحساد قال كما في اليتيمة:
وذي حسد لو حل بي ما يريده * لأصبح مفجوعا بفيض بناني ولم اعطه جهلا ولكن سحائبي * تعم ذوي الاخلاص والشنان وقال كما في معجم الأدباء:
قضيت نحبي فسر قوم * حمقى لهم غفلة ونوم كان نومي علي حتم * وليس للشامتين يوم شكوى الزمان قال:
أشكو إلى الله احداثا من الزمن * يبرينني مثل بري القدح بالسفن لم يبق بالعيش لي الا مرارته * إذا تذوقته والحلو منه فني يا نفس صبرا والا فاهلكي جزعا * ان الزمان على ما تكرهين بني لا تحسبي نعما سرتك صحبتها * الا مفاتيح أبواب إلى الحزن قال ابن خلكان: ومن المنسوب اليه في وقت الإضافة من الشعر ما كتبه إلى بعض الرؤساء وقيل إنهما لأبي نواس:
ولو اني استزدتك فوق ما بي * من البلوى لاعوزك المزيد ولو عرضت على الموتى حياة * بعيش مثل عيشي لم يريدوا وفي معجم الأدباء حدث أبو محمد المهلبي قال كنت أيام حداثتي وقصر حالي وصغر تصرفي اسكن دارا لطيفة ونفسي مع ذلك تنازع في الأمور العظيمة الا ان الجد قاعد والمقدور غير مساعد فأصبحت يوما وقد جاء المطر وازدادت الحجرة اظلاما وصدري بها ضيقا فقلت:
انا في حجرة تجل عن الوصف * ويعمى البصير فيها نهارا هي في الصبح كالظلام وفي الليل * يولي الأنام عنها فرارا انا فيها كأنني جوف بئر * اتقي عقربا واحذر فارا وإذا ما الرياح هبت رخاء * خلت حيطانها تميد انتثارا رب عجل خرابها وأرحني * من حذاري فقد مللت الحذارا وقال كما في فوات الوفيات : الجود طبعي ولكن ليس لي مال * وكيف يصنع من بالقرض يحتال فهاك خطي فخذه منك تذكرة * إلى اتساع فلي في الغيب آمال الاخوانيات قال لأبي إسحاق الصابي كما في اليتيمة: