واقام الاخوان في آمل وحكما وظلما الناس ثم توفي أبو الحسين احمد في آخر رجب سنة 311 وتوفي أبو القاسم جعفر في ذي القعدة سنة 312 فبايع الناس أبا علي محمد بن أبي الحسين أحمد بن الناصر وكان ما كان ابن كاكي أمير كيلان أبا زوجة أبي القاسم جعفر بن الناصر وله منها ولد اسمه إسماعيل فاخذ ما كان ابن بنته إسماعيل المذكور وجاء إلى آمل وقبض على أبي علي محمد بن أحمد بن الناصر وأرسله إلى كركان إلى عند أخيه أبي الحسين بن كاكي فحبسه هناك ثم إن أبا علي محمد ضرب أبا الحسين بن كاكي ليلة بخنجر في بطنه فشقها فمات قيل كانا في مجلس لهو وشرب فعربد عليه أبو علي فقتله وقيل بل سكر ابن كاكي ليلة وأراد قتل أبي علي فسبقه أبو علي فقتله وبايعه الناس وملك طبرستان ثم إنه وقع عن جواده فمات فبايع الناس بعده أخاه أبا جعفر المعروف بصاحب القلنسوة فحكم مدة ثم جاء ما كان ابن كاكي إلى رويان واتفق مع الداعي الحسن بن القاسم فقوي به الداعي وكان أسفار بن شيرويه نائب أبي جعفر صاحب القلنسوة في ساري وكان الاصفهبدات قد اتفقوا مع أبي جعفر المذكور وكان الداعي الحسن بن القاسم قد جاء من آمل إلى أطراف الري بطريق لارجان مع خمسمائة نفر وعلم أسفار بضعف حالة الداعي فجاء مع الاصفهبد بعسكر إلى آمل ووقع المصاف بينهم وبين الداعي خارج مدينة آمل فرجع هؤلاء الخمسمائة عن الداعي فخاف وذهب مع نفر من خواصه إلى جهة آمل وكان مرداويج بن زياد على مقدمة عسكر أسفار وكان استندار هروسندان الذي قتله الداعي في حربه مع أولاد الناصر خال مرداويج هذا فلحق مرداويج الداعي وطعنه من خلفه فقتله واخذ بثار خاله قال وبعد هذا اضطرب امر السادات وفي كل عدة شهور وسنين يخرجون في كيلان وديلمان الا في مازندران ورويان فلا يدعونهم يخرجون وسبب اضطراب أمورهم انهم تركوا قانون آبائهم وأجدادهم في السعي في صلاح المسلمين فساء اعتقاد الملوك والاصفهبدات فيهم فضعفت حالهم وقوى ملك آل بويه واستولوا على البلاد إلى أن صاروا بالتدريج سلاطين عظاما اه.
وفي عمدة الطالب لما توفي الناصر الكبير أرادوا ان يبايعوا ابنه أبا الحسين أحمد بن الحسن فامتنع من ذلك وكانت ابنة الناصر تحت أبي محمد الحسن بن القاسم الداعي الصغير فكتب اليه أبو الحسين أحمد بن الحسن الناصر واستقدمه وبايعه فغضب أبو القاسم جعفر ناصرك ابن الناصر وجمع عسكرا وقصد طبرستان فانهزم الداعي ابن الناصر يوم النيروز سنة 306 وسمى نفسه الناصر واخد الداعي بدماوند وحمله إلى الري إلى علي بن وهسوذان فقيده وحمله إلى قلعة الديلم فلما قتل علي بن وهسوذان خرج الداعي وجمع الخلق وقصد جعفر بن الناصر فهرب إلى جرجان وتبعه الداعي فهرب ابن الناصر واجلى إلى الري وملك الداعي الصغير طبرستان إلى سنة 306 ثم قتله مرداويج بامل اه هكذا في النسخة المطبوعة والعبارة غير مستقيمة ويظهر من مراجعة ما مر عن تاريخي طبرستان ورويان ان فيها سقطا وصوابها فانهزم الداعي الحسن بن القاسم وظهر جعفر بن الناصر أو أحمد بن الناصر يوم النيروز الخ أو نحو ذلك والله أعلم.
قال المسعودي في مروج الذهب وقد اتينا على خبر أبي محمد الحسن بن القاسم الحسني الداعي واستيلائه على طبرستان ومقتله وما كان من الجيل والديلم في أمره في كتابنا اخبار الزمان وقال في موضع آخر منه:
والحسن بن القاسم الحسني الداعي وافى الري وذلك في سنة 310 في جيوش كثيرة من الجيل والديلم ووجوههما فأخرج عساكر أحمد بن إسماعيل بن أحمد وصاحبه عنها واستولى عليها وعلى قزوين وزنجان وقم وأبهر وغير ذلك مما اتصل بالري فكتب المقتدر إلى نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان ينكر عليه ذلك ويقول انك أهملت امر الرعية وأضعفت البلد حتى دخلته المبيضة وألزمه اخراجهم عنه فوقع اختيار نصر صاحب خراسان على انقاذ رجل من أصحابه بالجيل يقال له أسفار بن شيرويه واخرج معه ابن النساخ وهو أمير من امراء خراسان في جيش كثير ليحارب من مع الداعي وما كان ابن كاكي من الديلم لما بين الجيل والديلم من الضغائن والتنافر فسار أسفار بن شيرويه الجيلي فيمن معه من الجيوش إلى حدود الري فكانت الوقعة بين أسفار بن شيرويه الجيلي وبين ما كان بن كاكي الديلمي فاستأمن أكثر أصحاب ما كان وقواده إلى الجيلي فحمل عليهم ما كان في نفر يسير من غلمانه سبع عشرة حملة وصمدت له عساكر خراسان فولى ما كان ودخل بلاد طبرستان وانهزم الداعي بين يديه وما كان على حاميته فلحقته خيول خراسان والجيل والديلم والأتراك فيهم أسفار بن شيرويه ومضى ما كان لكثرة الخيول وانحاز الداعي وقد لحق بقرب بلاد طبرستان إلى ناحية هنالك وقد تخلى عنه ما كان ومن معه من الأنصار فقتل هنالك ولحق ما كان بالديلم واستولى أسفار على بلاد طبرستان والري وجرجان وقزوين وزنجان وأبهر وقم وهمذان والكرج ودعا لصاحب خراسان وكثرت جيوشه فتجبر وطغى وكان لا يدين بملة الاسلام وعصى صاحب خراسان والمقتدر فسير اليه المقتدر جيشا فهزمه وسار صاحب خراسان من بخارى لحرب أسفار فوصل نيسابور فأشار على أسفار وزيره بمصالحته فصالحه ورجع صاحب خراسان ثم إن مرداويج بن زيار أحد أصحاب أسفار قتل أسفارا وعظمت شوكته وتفسير مرداويج معلق الرجال ثم قتله بجكم التركي غيلة فامر الجيل والديلم عليهم أخاه وشمگير اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 314 انه فيها استولى نصر بن أحمد الساماني على الري في جمادى الآخرة ثم استعمل عليها محمد بن علي صعلوك وسار نصر إلى بخارى ودخل صعلوك الري فأقام بها إلى أوائل شعبان سنة 316 فمرض فكاتب الحسن الداعي وما كان بن كالي في القدوم عليه ليسلم بالري اليهما فقدما عليه فسلم الري اليهما وسار عنها فلما بلغ الدامغان مات اه. وقال في حوادث سنة 316: في هذه السنة قتل الحسن بن القاسم الداعي العلوي وقد ذكرنا استيلاء أسفار بن شيرويه الديلمي على طبرستان ومعه مرداويج فلما استولوا عليها كان الحسن بن القاسم بالري واستولى عليها واخرج منها أصحاب السعيد نصر بن أحمد الساماني واستولى على قزوين وزنجان وأبهر وقم وكان معه ما كان بن كالي الديلمي فسار نحو طبرستان والتقوا هم واسفار عند سارية فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم الحسن وما كان بن كالي فلحق الحسن فقتلك وكان انهزام معظم أصحاب الحسن على تعمد منهم للهزيمة وسبب ذلك أنه كان يأمر أصحابه بالاستقامة ويمنعهم عن ظلم الرعية وشرب الخمور وكانوا يبغضونه لذلك ثم اتفقوا على أن يستقدموا هروسندان أحد رؤساء الجيل وكان خال مرداويج ووشمگير ليقدموه عليهم ويقبضوا على الحسن الداعي وينصبوا أبا الحسين أحمد بن الأطروش ويخطبوا له وكان هروسندان مع احمد الطويل بالدامغان بعد موت