وفي مجالس المؤمنين ظهر سنة 304 ولقب بالداعي الصغير وفي يوم الثلاثاء 14 رمضان سنة 316 جاء إلى آمل وفي عصر يوم الثلاثاء 27 رمضان وقع القتال بينه وبين أسفار بن شيرويه فقتل بيد شبيه ابن زياد.
الخلاف في نسبه قيل إنه الحسن بن القاسم بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع وقيل إنه شجري وانه الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد الأمير بن الحسن بن علي أبي طالب ع.
قال صاحب عمدة الطالب والأول هو الذي صححه أبو الحسن العمري والثاني عليه أبو نصر البخاري والناصر الكبير الطبرستاني وكان النقيب تاج الدين بن معية يقوي القول الثاني ويقول العجم اخبر بحاله والله أعلم اه والثاني هو الذي ذكره أولياء الله الآملي في تاريخ رويان وهو المذكور في تاريخ طبرستان أيضا وفي مجالس المؤمنين.
الملقبون بالداعي الذين لقبوا بالداعي أو الداعي إلى الحق من العلويين ثلاثة اشخاص أو أربعة واحد منهم يعرف بالداعي الكبير واثنان يعرف كل واحد منهما بالداعي الصغير وكلهم حسنيون من ذرية الحسن السبط ع فالداعي الكبير هو الحسن بن زيد وقد تقدم والداعيان الصغيران أحدهما المترجم والثاني محمد بن زيد أخو الداعي الكبير ومر في ترجمة الناصر الكبير الحسن بن علي انه يظهر من كثير من المؤرخين ان الداعي يلقب به الناصر الكبير أيضا لكن المعروف في لقبه الناصر كما أن الحسن بن القاسم كما يلقب بالداعي الصغير يلقب بالناصر الصغير فتفطن ويظهر أيضا ان أبا جعفر محمد بن أبي الحسين أحمد بن الناصر يلقب بالداعي أيضا كما مر في ج 6. ويظهر من تاريخ طبرستان ان الداعي أيضا يلقب به أبو جعفر بن أبي الحسين أحمد بن الناصر الكبير ويعرف الداعي هذا بصاحب القلنسوة أيضا وقد مر ذلك في ج 6 وفي تاريخ طبرستان ما تعريبه اعلم أن الداعيين الكبير والصغير المشهورين كلاهما حسني لان الداعي الكبير من أولاد إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع والداعي الصغير من أولاد القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع والقاسم وإسماعيل اخوان والداعي محمد بن زيد الذي هو أخو الداعي الكبير يسمى أيضا بالداعي الصغير اه.
أقوال العلماء فيه كان الداعي الصغير الحسن بن القاسم المترجم شجاعا ظاهر الرجولة حازما عادلا وهذا الذي دعا الناصر الكبير الحسن بن علي إلى توليته الامر بعده وترك أولاده وكان الداعي الصغير متزوجا ابنة الناصر الكبير وكان مع الناصر الكبير في أكثر وقائعه وحروبه كما يأتي في اخباره ويأتي في اخباره عن ابن الأثير انه كان يأمر أصحابه بالاستقامة ويمنعهم عن ظلم الرعية وشرب الخمور وانهم كانوا يبغضونه لذلك. وفي تاريخ طبرستان ورويان انه كان حسن السيرة في الغاية ولم ير أهل طبرستان في عهد أحد الراحة التي رأوها في عهده. وعدله وانصافه كان زائدا على السادات المتقدمين قالا وعمر الداعي الصغير في آمل عدة مدارس وسار في الناس سيرة حسنة وكان يصرف أوقاته على النحو الآتي فيوما يجلس للمناظرة في علم الفقه والنظر وآداب الشريعة ويوما يجلس للقضاء ويوما يجلس لاحكام المظالم ويوما لتدبير الملك والاقطاعات ويوم الجمعة يجلس للنظر في أحوال المحبوسين وقضايا أهل الجرائم ولا يستنيب في ذلك أحدا من الناس أبدا وكان يحترم أهل العلم والفضل والبيوتات القديمة ويعزهم ولم يأخذ من أهل العلم والفضل خراجا قط وكان أهل العلم في وقته في راحة اه.
اخباره مر في ترجمة الناصر الكبير ان المترجم قتل المحصورين من أصحاب صعلوك لأنه لم يكن امنهم وان الناصر ارسل ابن عمه المترجم إلى شالوس ليستخلصها من السامانيين ن فوقع المصاف بينه وبين محمد بن صعلوك عامل السامانيين على تلك البلاد عند نهر يقال له بورود فهزمه المترحم وهي وقعة مشهورة قتل فيها خلق كثير حتى وصلت الدماء إلى ذلك النهر واختلطت بماء البحر وفي تاريخ طبرستان وتاريخ رويان قال الأخطل الشاعر يمدح المترجم ويذكر محاربة بورود وترتيبه العساكر:
واتيت معجزة ببورود الذي * أجريت فيه من الدماء سيولا قاتلت صعلوك اللعين بفتية * بزوا الديالم نجدة وعقولا قدمت منهم كل سام طرفه * يلقى إذا لقي العدو جهولا فعبرتهم نهرا يعب عبابه * ليطالبوا للمؤمنين نبولا حتى إذا فروا بحيث نبابهم * كيد العداوة ولولوا تهويلا وتزلزلت اقدامهم في الكفر إذ * صدقوا اللقاء فقتلوا تقتيلا خلوا معسكرهم وما ذخروا به * وخوادما وجواشنا وخيولا فاجتاحها خيل الاله وأحرقت * تلك الخيام فعطلت تعطيلا ومر أيضا في ترجمة الناصر انه اعطى احكام السلطنة والأمر والنهي المترجم ورجحه على أولاده الثبيان وان الناس كانوا يميلون إلى المترجم أكثر فإنه كان بغاية العفة وحسن السيرة وان أحد أولاد الناصر وهو أبو الحسن علي وقيل أبو الحسين احمد والصواب الأول امتعض من ذلك وقال أبياتا يعاتب بها أباه وينسبه فيها إلى التقصير في حقه بتقديمه المترجم عليه وعدم التفاته اليه ومرت الأبيات في ترجمة احمد المذكور الثانية ج 13 وقال في ذلك أبياتا أخرى تأتي في ترجمة أبي الحسن علي بن الناصر وان الصواب كون المقطوعتين لأبي الحسن علي الأديب بن الناصر فراجع.
ومن اخباره ما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 309 ان ليلى بن النعمان الديلمي كان أحد قواد أولاد الأطروش العلوي وان الحسن بن القاسم الداعي استعمله على جرجان سنة 308 وان الأجناد كثروا على ليلى بن النعمان لكثرة من استأمن اليه في حروبه فضافت الأموال عليه فسار نحو نيسابور بأمر الحسن بن القاسم الداعي فوردها في ذي الحجة سنة 308 واقام بها الخطبة للداعي ثم حاربه السامانيون فقتل سنة 309 كما يأتي تفصيل ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى.
غدر المترجم بالناصر وعفو الناصر عنه ذكر صاحبا تاريخي طبرستان ورويان حكاية تدل على شدة حلم