فيقول أشهد انك امام مفترض الطاعة ويكون ذلك سبب دخوله في هذا الامر اه. ولكن هذا ربما ينافي رواية العيون السابقة ان كان ما فيها قد جرى بالمدينة ولكن لا تصريح فيها بأنه في المدينة وفي التعليقة أيضا عن الكافي بسنده عنه اتيت خراسان وانا واقف وذكر انه كان معه ثوب وشئ لا يعلم به فأرسل اليه الرضا عند وصوله ابعث إلي الوشي فقال ما عندي وشي قال بلى هو في موضع كذا الحديث لكن ليس فيه كونه سبب دخوله في هذا الامر ولا غرابة ولا استنكار في أن يجري الله تعالى أمثال ذلك على يدي آل بيت محمد ص بعد ما اجرى مثله أو أعظم منه على يد آصف بن برخيا وزير سليمان ع وما منكر ذلك الا منكر لقدرته تعالى وجاهل بمقام أهل البيت ع وبعد ورود الرواية بوقفه ورجوعه يندفع ما ذكره المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني فيما حكى عنه بالنسبة إلى ما نقل عن التهذيب ان الحكم بوقفه يتوقف على كون هذا الكلام من الشيخ ولم يعلم واحتمال كونه عن ابن عقدة الراوي أقرب ويحتمل كونه من الراوي عن الوشاء وهو محمد بن المفضل ابن إبراهيم الذي وثقه النجاشي لكن ليس بمجزوم به الا ان ينفى بالظهور وفيه ما فيه اه. مع أن ذلك أشبه بالتمحل فسواء أكان ذلك من الشيخ أم من ابن عقدة المعروف علمه وفضله أم من الراوي فهو مؤيد بالروايات الاخر ويدل عليه أيضا ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة: ويبطل ذلك أيضا اي قول الواقفة ما ظهر من المعجزات على يد الرضا ع الدالة على صحة إمامته وهي مذكورة في الكتب ولأجلها رجع جماعة عن القول بالوقف وعد جماعة ثم قال وكذلك من كان في عصره مثل أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي الوشاء وغيرهم ممن قالوا بالوقف ثم التزموا الحجة وقالوا بإمامته وامامة من بعده من ولده فروى جعفر بن محمد مالك وذكر كيفية رجوع البزنطي إلى أن قال وكذلك الحسن بن علي الوشاء كان يقول بالوقف فرجع وكان سببه وساق الخبر وعن الفقيه روي عن الحسن بن علي الوشاء قال كنت مع أبي وانا غلام فتعشينا عند الرضا ع ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها عيسى بن مريم وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهرا اه.
وثاقته للصدوق في مشيخة الفقيه طريق اليه صحيح ولم يصرح أهل الرجال بتوثيقه ولكن يمكن ان يستفاد ضمنا من أمور 1 قول النجاشي المتقدم كان من وجوه هذه الطائفة وقوله وكان عينا من عيون هذه الطائفة بل لعل فيه ما يزيد على الوثاقة وفي منهج المقال: ربما استفيد توثيقه من استجازة أحمد بن محمد بن عيسى منه ولا ريب ان كونه عينا من عيون هذه الطائفة ووجها من وجوهها أولى بذلك... وفي التعليقة قوله عينا من عيون هذه الطائفة فيه ما مر في الفائدة الثانية يعني من كونه يفيد مدحا معتدا به اه. وفي عدة الرجال للمحقق السيد محسن الكاظمي عند ذكر ألفاظ التوثيق ما لفظه كذا قولهم عين من عيون هذه الطائفة ووجه من وجوهها وما كان ليكون عينا للطائفة تنظر بها بل شخصها وانسانها فإنه بمعنى العين عرفا ووجها الذي به تتوجه ولا تقع الأنظار الا عليه ولا تعرف الا به فان ذلك هو معنى الوجه في العرف الا وهو بالمكانة العليا وليس الغرض من جهة الدنيا قطعا فيكون من جهة المذهب والأخرى اه. أقول كأنه حمل العين على الباصرة أو على الذات أو على الإنسان كما يقال ما بها عين اي أحد وفي مستدركات الوسائل والظاهر ما ذكره اي المحقق الكاظمي من كونه استعارة من العين بمعنى الباصرة خصوصا إذا اقترن مع الوجه اه.
والأولى حمل العين على إرادة خيار الشئ وعن التقي المجلسي في شرح مشيخة الفقيه أنه قال قولهم: هذا عين توثيق لأن الظاهر استعارة العين بمعنى الميزان له باعتبار صدقه كما أن الصادق ع كان يسمى أبا الصباح بالميزان لصدقه ويحتمل ان يكون بمعنى شمسها أو خيارها اه.
أقول الميزان لا يسمى في اللغة عينا وانما العين هو الميل في الميزان وفي عدة الرجال قلت فرق بين لفظ الميزان والعين وكأنه لم يراع العرف والوجه ما ذكرناه اه. واحتمال ان يكون المراد شمسها لا يحتمله من له انس بالعرف واستعمالات العرب وهو يذكرنا بقراءة من قرأ من اخواننا الأعاجم: بتخفيف الدال من أسدها وفسر الأسد هنا بالسبع، وانما هو في المسالة وجوه أسدها بتشديد الدال والمتعين هنا أراد الخيار من العين كما مر فان ذلك هو المفهوم منه عرفا في مثل المقام وهو مفيد للتوثيق بدون حاجة إلى كل هذا التطويل الناشئ عن عدم الألف للاستعمالات العربية حتى يؤخذ معنى اللفظ من كتب اللغة ويذكر كل ما ذكروه من معانيه وان لم يوافق العرف في المورد الخاص وقال التقي المجلسي أيضا بل الظاهر أن قولهم وجه توثيق لان دأب علمائنا السابقين في نقد الاخبار كان ان لا ينقلوا الا عمن كان في غاية الثقة ولم يكن يومئذ مال ولا جاه حتى يتوجهوا إليهم لهما بخلاف اليوم ولذا يحكمون بصحة خبره اه.
وفي عدة الرجال جعل الوجه بمعنى ما يتوجه اليه واضافته إلى الطائفة لأدنى ملابسة اي ما تتوجه اليه الطائفة وهو كما ترى خلاف ما يعقل الناس انما يعقلون ما ذكرناه اه. ونقول لما كان الوجه أشرف عضو في الإنسان عبر به عما هو الأحسن وعن الخيار ومنشأ هذه التكلفات عدم الأنس بالاستعمالات العربية فكون قولهم وجه وعين مفيدا للتوثيق لا يحتاج إلى كل هذا. وعن الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي في رسالته في الدارية ونعم ما قال: اما نحو شيخ الطائفة وعمدتها ووجهها ورئيسها ونحو ذلك فقد استعمله أصحابنا فيمن يستغني عن التوثيق لشهرته ايماء إلى أن التوثيق دون مرتبته اه. 2 كونه شيخ إجازة لا سيما استجازة مثل أحمد بن محمد بن عيسى منه كما في التعليقة وعن شرح الوافي لصاحب مفتاح الكرامة من بحث أستاذه بحر العلوم 3 رواية ابن أبي عمير الذي لا يروي الا عن ثقة عنه. في التعليقة ومما يشير إلى وثاقته رواية ابن أبي عمير عنه 4 رواية الاجلاء عنه مثل يعقوب بن يزيد وأحمد بن محمد بن عيسى والحسين بن سعيد وإبراهيم بن هاشم وأيوب بن نوح وأحمد بن محمد بن خالد ومحمد بن عيسى وعبد الله بن الصلت ومحمد بن يحيى الخزاز وعلي بن الحسن بن فضال ذكر ذلك في مستدركات الوسائل 5 رواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه وعدم استثنائها ففي التعليقة ان في ذلك إشارة إلى وثاقته 6 تصحيح العلامة طريق الصدوق إلى أبي الحسن النهدي وهو فيه وكذا إلى أحمد بن عائذ والى غيرهما 7 ما في المسالك في كتاب التدبير عنه ذكر رواية عنه ان الأصحاب ذكروها في الصحيح وكذا في حاشيته على شرحه على اللمعة 8 ما فيه من أسباب الجلالة والاعتماد والقوة مثل رواية المشايخ عنه وروايته عنهم وكونه كثير الرواية مقبولها وذكر هذه الثلاثة أيضا في التعليقة.
وقفه اما وقفه فلم يرد الا في الروايات المتقدمة وفيها انه رجع عنه وعن