رئيس أهل الأدب ورأس أرباب الرتب العالم الفاضل الرجالي النبيل المعروف بابن داود صاحب كتاب الرجال وقد يعبر عنه بالحسن بن داود اختصارا من باب النسبة إلى الجد وهذا الشيخ حاله في الجلالة أشهر من أن يذكر وأكثر من أن يسطر وكان شريكا في الدرس مع السيد عبد الكريم بن جمال الدين أحمد بن طاوس الحلي عند المحقق وغيره وله سبط فاضل وهو الشيخ أبو طالب بن رجب وسيجئ ترجمته اه. وذكر قبل ذلك ترجمة أخرى بعنوان الشيخ الحسن بن علي بن داود رئيس أهل الأدب فاضل عالم جليل وله رسالة يروي فيها عن الأئمة ع ولم أتيقن عصره ولكن ذكره السيد حسين المجتهد الحسيني العاملي في كتاب دفع المناواة عن التفضيل والمساواة ونسب اليه الرسالة المذكورة وحمله على ابن داود صاحب الرجال بعيد اه. أقول بل هو هو بعينه بدليل اتحاد الاسم واسم الأب والجد واللقب. وقد ترجم هو نفسه في رجاله فقال الحسن بن علي بن داود مصنف هذا الكتاب مولده خامس جمادى الآخرة من سنة 647 وله كتب الخ والظاهر أنه كان متميزا في الأدب والنحو والعروض كما يشعر بذلك اقتصار الشهيد على وصفه بسلطان الأدباء وملك النظم والنثر والتبريز في النحو والعروض وان وصفه بالامام فهو لم يبين ان إمامته في اي شئ.
الكلام على كتاب الرجال قد عرفت قول الشهيد الثاني انه سلك فيه مسلكا لم يسلكه أحد من الأصحاب وفي أمل الآمل سلوكه في كتاب الرجال انه رتبه على الحروف الأول فالأول في الأسماء وأسماء الآباء والأجداد وجمع جميع ما وصل اليه من كتب الرجال مع حسن الترتيب وزيادة التهذيب فنقل ما في فهرستي الشيخ والنجاشي والكشي وكتاب الرجال للشيخ وكتاب ابن الغضائري والبرقي والعقيقي وابن عقدة والفضل بن شاذان وابن عبدون وغيرها وجعل لكل كتاب علامة بل لكل باب حرفا أو حرفين وضبط الأسماء ولم يذكر من المتأخرين عن الشيخ الا أسماء يسيرة ومر قول صاحب النقد ان كتاب الرجال حسن الترتيب الا ان فيه أغلاطا كثيرة وفي أمل الآمل قال وكأنه أشار إلى اعتراضاته على العلامة وتعريضاته به ونحو ذلك مما ذكره ميرزا محمد في كتاب الرجال ونبه عليه اه. أقول الأغلاط الكثيرة التي أشار إليها ليست هي ما ظنه صاحب الأمل فان اعتراضاته على العلامة ربما كان مصيبا في أكثرها ولا يقال في مثلها أغلاط سواء أكانت حقا أم باطلا بل المراد بالأغلاط انه كثيرا ما يذكر الكشي ويكون الصواب النجاشي أو ينقل عن كتاب ما ليس فيه واشتباه رجلين بواحد وجعل الواحد رجلين أو نحو ذلك من الأغلاط في ضبط الأسماء وغير ذلك وقد بينها أصحاب كتب الرجال ومنهم صاحب النقد ولم يتعرض لشئ مما ظنه صاحب الأمل وأشرنا إليها في مواضعها من كتابنا هذا ونعم ما قال صاحب النقد من أن كتابه حسن الترتيب الا ان فيه أغلاطا كثيرة غفر الله له فكتابه في الحقيقة ليس فيه شئ من الحسن زائد على غيره بل هو دون غيره وليس فيه الا حسن الترتيب على حروف المعجم في الأسماء وأسماء الآباء والأجداد فإنه أول من سلك هذا المسلك من أصحابنا وتبعه من بعده إلى اليوم وقال في أول كتابه وهذه لجة لم يسبقني أحد من أصحابنا رضوان الله عليهم إلى خوض غمرها وقاعدة أنا أبو عذرها وهو كما قال والرجاليون منا ومن غيرنا وان رتبوا كتبهم على حروف المعجم الا ان ذلك الترتيب كان ناقصا فهم يذكرون حسن قبل حسان وحسن بن علي قبل حسن بن أحمد وهو أول من التفت إلى ذلك وتداركه من أصحابنا اما من غيرنا فلست اعلم أول من فعل ذلك وهذا يدل على جودة قريحته وحسن تفكيره ثم هو أول من رمز إلى أسماء الكتب والرجال في كتب الرجال من أصحابنا وتبعه من بعده إلى اليوم طلبا للاختصار لكنه قد يوقع في الاشتباه فلذلك تجنبناه ويحتمل ان يكون بعض الأغلاط التي وقعت في كتابه منشؤه ذلك. فهو وان أحسن في ذلك الترتيب واتى بما لم يسبق اليه لكنه وقع في تلك الأغلاط بسبب قلة المراجعة وامعان النظر واعتذر صاحب الرياض عنه بان نقله من كتب الأصحاب ما ليس فيها ليس مما فيه طعن عليه إذ أكثر ذلك نشا من اختلاف النسخ وزيادة المؤلفين في كتبهم بعد اشتهار بعض نسخها بدون تلك الزيادة كما يشاهد في مؤلفات معاصرينا أيضا ولا سيما كتب الرجال التي يزيد فيها مؤلفوها الأسامي والأحوال يوما فيوما ورأيت نظير ذلك في فهرست منتجب الدين وفهرست الشيخ الطوسي ورجال النجاشي وغيرها حتى اني رأيت في بلدة ساري نسخة من خلاصة العلامة كتبها تلميذه في عصره وعليها خطه وفيها اختلاف شديد مع النسخ المشهورة بل لم يكن فيها كثير من الأسامي والأحوال المذكورة في النسخ المتداولة اه. وأقول الناظر في كتاب ابن داود يعلم أن منشا تلك الأغلاط ليس هو اختلاف النسخ مع أن اختلاف النسخ ليس بالنسبة إلى ابن داود وحده فلما ذا وقعت تلك الأغلاط الكثيرة في كتابه ولم تقع في كتب غيره وفي رجال بحر العلوم عن كتاب ايجاز المقال للشيخ فرج الله الحويزي أنه قال وقد طعن على كتابه بعض المتأخرين يريد صاحب النقد ولعمري:
ما انصف الصهباء من * ضحكت اليه وقد عبس قال بحر العلوم وكأني بلسان حال السيد الناقد يقول:
قد انصف الصهباء من * عنها يزيل من التبس وفي مستدركات الوسائل ان الناس في هذا الكتاب بين غال ومفرط ومقتصد فمن الأول الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي فقال في كتاب درايته وكتاب ابن داود في الرجال مغن لنا عن جميع ما صنف في هذا الفن وانما اعتمادنا الآن في ذلك عليه ومن الثاني المولى عبد الله التستري فقال في شرحه على التهذيب في شرح سند الحديث الأول منه في جملة كلام له ولا يعتمد على ما ذكره ابن داود في باب محمد بن أرومة لأن كتاب ابن داود مما لم أجده صالحا للاعتماد لما ظفرنا عليه من الخلل الكثير في النقل عن المتقدمين وفي تنقيد الرجال والتمييز بينهم ويظهر ذلك بأدنى تتبع للموارد التي نقل ما في كتابه منها ومن الثالث جل الأصحاب اه أقول قد عرفت ان أحسن ما وصف به هذا الكتاب هو كلام النقد ومنه بعلم أن كلام ايجاز المقال جزاف من القول وكذا والد البهائي فإنه لا يغني عن غيره أصلا وان كلام التستري ليس بعيدا عن الصواب وصاحب النقد هو تلميذه.
مشايخه 1 المحقق الحلي 2 السيد جمال الدين أحمد بن طاوس 3 ولده السيد عبد الكريم بن طاوس 4 مفيد الدين محمد بن جهيم الأسدي كما صرح به عند ذكر طرقه في أول كتاب الرجال.
تلاميذه يروي عنه 1 رضي الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن يحيى المزيدي الحلي 2 الشيخ زين الدين علي بن طراد المطارآبادي كما ذكره